فاحتواها فتىً يُهينُ لها الما … لَ ونادمت "صالحَ بن عِلاطِ"
وحينما تجهَّم جَوُّه النفسي حيالهم وعلاه ضباب التألم منهم لأمر ما عكس الآية فهجاهم بقوله:
لقد غضبتْ جهلًا (سُلَيْمٌ) سفاهةً … وطاشت بأحلامٍ كثيرٍ عثورُها
إلى آخر الأبيات التي تدل هي ونقائضها الصادرة منه - على أن الشاعر يسير وراء انفعالاته وعواطفه، فتقوده إلى حيث تشاء، فشعره رياض غناء إذا كان راضيًا، أو صحاري جرداء ملتهبة إذا كان ساخطًا، ولله في خلقه شئون.
أيام بني سُلَيْم في الجاهلية والإسلام
كل من كان ذا نباهة وشأن من قبائل العرب في جاهليتهم، لابد أن يكون مستعدًّا لخوض غمار الحروب التي تُشَنُّ من بعض العرب على بعض، ولو كانوا ذوي قربى أو جوار، وذلك إما لمطمع في نهب يُنهب، أو لأخذ ثأر، أو لإثبات مكانة يُراد لها أن تُهان في نظر الثائر أو المغير.
تلك كانت طبيعة أوضاع العرب إبان الجاهلية.
ومن ثمَّ لابد أيضًا من قصائد تُنظم وأبيات تُقال، إما لوصف ما حدث، أو للتنفيس، أو للتحميس أو التفخيم أو التقليل، وقد تتلى القصائد في المجامع ويتناقلها الرواة، وتسير بها الركبان شرقًا ومغربًا.
ولابد من أيام نصر، ولابد من أيام هزائم،، والأمر كما وصف أحدهم:
فيوم علينا ويوم لنا … ويوم نُسَاء ويوم نُسَرّ
وبنو سُلَيْم في مركز القوة من عرب الجاهلية، ولديهم ثراء واسع، ومجد باذخ، وكثرة في النفوس كاثرة، فلابد أن يلاقوا من الغارات الهجومية والدفاعية ما يلاقيه أضرابهم من عرب الجاهلية، وهكذا كانت لهم "أيام" نقلها الرواة إلى المؤرخين، ودونها هؤلاء عنهم.