للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل ١٢٨ هـ على أية حال وذلك عندما ولى أحد أفرادها (الحوثرة بن سهيل) حكم مصر (١٢٨ - ١٣١ هـ) فقد قال الكندي (١)، وهو يسرد مراحل قدوم قيس مصر، أن قيسا مالت إلى الحوثرة لما ولي مصر في زمن مروان بن محمد، فنتج عن هذا أن ارتفع عدد قيس إلى ثلاثة آلاف، بعد أن كانوا ألفا وخمسمائة، فكأن هذه الدفعة الجديدة لم تكن لتقل عن ألف نسمة، وكون الحوثرة باهليا يجعلنا نرجح أن تلك الدفعة كانت كلها أو معظمها من نفس قبيلته، لا سيما وأنه كان من أهل قنسرين والجيش الذي دخل مصر به لتأديب الثوار فيها كان قسم منه من أهل قنسرين (٢).

ولسنا نعرف لباهلة دورا خاصا قامت به في مصر، ولكننا نجد أحد العمال بمصر منها (١٩٠ - ١٩٢ هـ) (٣)، وقد ظل الاحتقار القديم يلاحقها فوصف سعيد بن عفير الشاعر المصري الباهليين بأنهم مأوى اللؤم من مُضَر (٤). وتحفظ شواهد القبور اسم مولاة لرجل باهلي توفيت بالصعيد سنة ٢١٥ هـ (٥).

[أشجع]

كانوا أهم عرب المدينة النبوية (٦)، إذ كانوا يسكنون شمالها الشرقي (٧). وقد اشتركت مع قيس في معاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - أول الأمر، ولكنها وجدت المستصوب بعد غزوة الخندق (سنة ٦ هـ) أن تعقد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، من ناحية سياسية صرف، معاهدة تحالف، واشترك عدد منهم في فتح مكة (سنة ٩ هـ) في صف النبي - صلى الله عليه وسلم - (٨).

وظلت أشجع محافظة على إيمانها، فكانت القبيلة الوحيدة من غطفان التي لم تشترك في الهجوم الذي قامت به القبائل البدوية على المدينة في حروب الردة (٩).


(١) الولاة ص ٧٧ - انظر كذلك: البيان ص ٥١.
(٢) الولاة ص ٨٨.
(٣) المصدر نفسه ص ١٤٢.
(٤) المصدر نفسه ص ١٤٣.
(٥) Rep.Chro.I،p.١٥٩.
(٦) نهاية الأرب ص ٣٧.
(٧) Ency.Isl.ll،p.٥٦٦.
(٨) Ency.tsI.II،p.٥٦٦.
(٩) lbid،I.p.٩٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>