للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا قدم المسافرون من السفر وهم جماعة، فقبل تفرقهم يتوادعون، ويطلب بعضهم السماح من بعض فلعل قصورًا أو ما لا يليق يكون قد حدث من بعضهم على بعض، وعندما يصل المسافر إلى منزله فكثيرًا ما تذبح الذبائح ابتهاجًا واستبشارًا بعودته سالمًا، وهذا إذا كان السفر طويلًا. وكانت هذه العادة متبعة لدى العرب في جاهليتهم قبل الإسلام، فقد ورد في كتاب جواد علي: (ومن أيام الفرح والسرور يومُ العودة من السفر، ومن حقهم أن يفرحوا به فقد كان السفر شاقًا خطرًا في تلك الأيام ولا سيما إذا طال، فقد يتعرض المسافر فيه للهلاك والموت جوعًا أو عطشًا، عدا ما يتعرض له من السلب والنهب، لذلك كانوا يحاولون جهدهم أن يسافروا جماعة وقوافل يتعاونون ويشد بعضهم أزْرَ بعض، وكانوا إذا عادوا فرح أهلهم بعودتهم سالمين، وتلقوهم بالبشر والتهنئة، وذبحوا الذبائح ووزعوا لحومها بين الأصدقاء والفقراء، وأولموا الولائم للمهنئين والجيران) (١).

[عاداتهم في الختان]

إذا بلغ عمر الوليد السُّلَمي أسبوعًا، أو أربعين يومًا أو عامًا كاملًا - يقوم وليُّ أمره بإحضاره الخاتن من القبيلة، ويختن الطفل وهو موضوع على حجرين كبيرين غير خشنين، وذلك لرفعه عن الأرض لكي لا يلتصق به شيء من التراب. وبعد ذلك يطلقون العيارات النارية، على أنَّ لا تتجاوز سبعًا؛ يطلقونها في الجو، ويتولى أهل الطفل معالجته من جراحة الختان، ويقيمون حفلًا يقرب من الحفل الذي أقاموه في زواج والدته، ويحضر الختان كثيرون من أفراد القبيلة إذا كان الأطفال الذين يُختنون جملة، ويحصل لعب في تلك الليلة حتى يسفر الصباح.

[عاداتهم في العيدين]

الاحتفال بعيد الفطر لدى بني سُلَيْم المعاصرين في هذه البلاد أهم من الاحتفال بعيد الأضحي، فتراهم يلبسون في عيد الفطر الملابس الجديدة الناصعة البياض، وكل من كان لديه سلاح يأخذه معه، ويحمل عتاده في حزام يتحزم به،


(١) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ص ١٣١، الجزء الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>