للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا هو حديث (الدهناء)، وقد شاهدت أعلامها وجبت سهولها وسهوبها ووقفت فيها وقفات المتأمل وما أبرئ نفسي.

وادي الدواسر (١)

الدواسر قبيلة شهيرة قحطانية أزدية، ويلتحق بها بطون وأفخاذ وأسر عدنانية جمعتهم الدوسرية بالحلف، وهذه القبيلة انحدرت من سرواتها إلى جنوب نجد فملأت حيزا كبيرًا منه .. وغيرها من القبائل الأغلب أن يكونوا بدوا رحَّلًا يتبعون مساقط الغيث ومراعي الماشية ويقطنون المناهل في القيظ .. أما الدواسر فهم بدو من ناحية يملكون الإبل والماشية ويعطون البداوة حقها، وحاضرة من ناحية أخرى لهم النخيل والمدن والمزارع، والبث والحرث، وبلادهم من أخصب جزيرة العرب وأكثرها مياها وأصلحها إنتاجا وأطيبها مرعى وأوسعها رقعة (٢) فحدودهم من الشرق الدهناء ومن الشمال الشرقي تمتد حدودهم حتى تأخذ قسما من العرمة .. ومن الخرج تذهب مغربة مارة ببرك فالدبيل فالسوادة إلى الهضب هضب آل زايدن ومن الغرب مدافع بيشة وتثليث، ومن الجنوب تستدخل حدودهم قسما كبيرًا من الربع الخالي وأسفل نجران .. فهي بلاد مترامية الأطراف واسعة الأرجاء.

وهذه البلاد كان يسكنها عُقيل وجعدة وقشير من بني عامر وتميم وحنيفة وهزان وغيرهم من القبائل، كانت تستقل بدارها من هذه المساحة الواسعة.

ويبدو أن حكم بني الأخيضر في اليمامة الذي من أهدافه الأولى القضاء على القبيلة في المنطقة وتشتيتها ومناوأتها، مما اضطر كثيرًا من قبائل المنطقة إلى


(١) المفروض أن يرسم لوادي الدواسر بحرف الواو من هذا المعجم إلَّا أن وادي الدواسر لَمْ يعد واديا بالمعنى الصحيح فلقد غلب عليه اسم المنطقة المضافة إلى الدواسر القبيلة لذا آثرنا أن نرسم له هنا بحرف الدال لما ذكرنا.
(٢) قلت: يقول شاعر الدواسر سعد بن مدوس الفصام:
حضر ليالي القيظ وإن جاء المخاضير … بدو نطرد بالوسامي زهرها
نهد بالكلب السلوقي وبالطير … ونسجها من برها إليا بحرها
بخيل إلى شدوا تباري المظاهير … من جايبينا جظ لا شاف أثرها

<<  <  ج: ص:  >  >>