للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١٢٩٥ هـ) هذا المتصرف هو ابن أخت المشير نافذ باشا، قام بحملة عسكرية، وشتت فيها شمل قبيلة خُزاعة وآل شبل، واشتد في إهانتهم وإذلالهم (١).

كانت قبيلة خُزاعة قوة لا يستهان بها في العراق وخاصة في الفرات الأوسط وكان قادة القبيلة لهم مهابة وقوة أمثال محمد وعباس وحمود أولاد حمد آل عباس الخُزاعي، وكانوا يغدقون على الشعراء ويكرمونهم، ولكن الأتراك أثاروا بين القبائل العربية النعرة الطائفية المذهبية بين السنة والشيعة، وبذلك ظهر الأدب الطائفي، واتهم بعض الأدباء والشعراء بموالاتهم لقبيلة خُزاعة، فحرقت السلطة دورهم ولحقهم أذى كبيرًا وعاشوا ردحًا من الزمن في ظل قبيلة خُزاعة، وهكذا أخذت الروح الأدبية تنمو وتشتد، بعد ذهاب العوامل التي أوجدتها الطائفية والتي أحيانًا ما كانت توقع بين القبائل العربية بعضها ببعض، هذا، وكان الشاعر صادق ابن علي بن الحسين بن هاشم. . . له مراسلات ومدائح مع عدد من القبائل العربية ومنها رؤساء خُزاعة، ذات السلطة والنفوذ حينذاك (٢).

[شعراء خزاعة]

أميَّة (*) بن خلف الخزاعي

شاعر من شعراء خزاعة هجا الشاعر حسان بن ثابت الأنصاري فقال:

ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنِّي … مُغَلغَلةً تَدِبُّ إلى عُكاظِ (٣)

ألَيْسَ أَبُوكَ فِينَا كانَ قيْنًا … لدى القَيْنَاتِ فَسْلَا في الحِفاظِ (٤)

يمَانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كيرًا … وَيَنْفُخُ دَائِبًا لهَبَ الشُّواظِ (٥)


(١) تاريخ الحلة ١/ ١٤٧.
(٢) تاريخ الحلة ١/ ١٣٤.
(*) لم اعثر على ترجمة له. ديوان حسان بن ثابت الأنصاري/ ٢٩٧، ٢٩٨.
(٣) مغلغلة: أي رسالة. وعكاظ: سوق من أسواق الجاهلية. ويقول أبلغه رسالة تشتهر وتشيع، يعني أبياته التي يهجوه بها.
(٤) القين: الحداد والصناع، وقان الحديدة يقينها: عملها وسواها. وقان الإناء: أصلحه.
(٥) الكبير: كير الحداد، وهو رق أو جلد غليظ ذو حافات ينفخ فيه الحداد. والشواظ: اللهب الذي لا دخان فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>