للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سنة (١٢١١ هـ) كان أحد رجال الحكم في الحلة شخصًا اسمه (محمود) وكان ظالمًا فتاكًا بطش ببعض رجالات الحلة وهدم دورهم ورحلهم إلى بغداد تنكيلا بهم بسبب ميلهم وتعاطفهم مع خُزاعة، ولكن في النهاية تم قتله (١).

ما كادت حكومة الكولات (المماليك) تنتهي من صد غارات الوهابيين التي كانت تهاجم العراق، حتى أخذت قبائل العرب في الحلة تظهر العصيان على الحكومة وبلغت أشدها منذ العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري. فأخذت الحكومة تعد العدة لإخضاعهم وتأديبهم، فتوجه سعيد باشا والي بغداد إلى الحلة التأديب قبيلة خُزاعة، ولكنه توقف في الحلة لأنه رأى أن لا قبل لجيشه بمقابلة خُزاعة لنقص في الإدارة (٢).

وفي سنة (١٢٣١ هـ) انتشرت قبيلة خُزاعة في أرياف الحلة وأساد أفراد القبيلة التصرف مع سكان القرى والمقاطعات الزراعية فأرسلت الحكومة جيشًا إلى الحلة للمحافظة على الأمن وكبح جماح خُزاعة (٣).

هذا، وسقطت حكومة الكولات (المماليك) في العراق بسقوط داود باشا سنة (١٢٤٧ هـ) (٤).

وفي سنة (١٢٧٥ هـ) تولى أمر الحلة شبلي باشا العريان في آخر أيام عمر باشا والي العراق وكان هذا الوالي شديدًا يعامل الشعب بقسوة ووحشية. وساعد شبلي العريان وهو سوري من جنوب سورية الأتراك على إخماد الثورة في الحلة، وكانت قبيلة خُزاعة في ولاية الحلة ذات نفوذ كبير، فحاربهم وأخمد ثورتهم (٥).

وفي سنة (١٢٩٥ هـ) أعيدت الحلة متصرفية وجعلت الديوانية تابعة لها وممن شغل متصرفية الحلة في هذا الدور أشرف باشا في الخامس من شهر أيلول سنة


(١) تاريخ الحلة ١/ ١٣٠.
(٢) تاريخ الحلة ١/ ١٣٢.
(٣) تاريخ الحلة ١/ ١٣٣.
(٤) تاريخ الحلة ١/ ١٣٩.
(٥) تاريخ الحلة ١/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>