للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الدار، وإذا شبع من النوم تبع آثارنا وإذا جاء ذهب يلعب من الأطفال"، فألحت عليه أن يأتي به، فقال إنه "خبل" فقالت له "اذهب إليه فإن كان نائمًا ورأسه في اتجاه الريح فهو خبل"، وأما إذا كان نائمًا ورأسه في عكس اتجاه الهواء فهو غير ذلك" فذهب للمراح فوجده نائمًا ورأسه في عكس اتجاه الهواء، فأيقظه وقال له: "يا حمد يا أخي، عذبتني هل أكون عند الركاب والإبل أو الوالدة أو أبحث عنك"؟ فقال الغيبهان قولته المشهورة:

يرقد سمين العين في ضف غيره … وذي سواه من كف الهموم ينام

ثم ذهب لوالدتهما، فأقبل الغيهبان وقبل رأس أمه ثم شرب معها فنجانًا من القهوة ثم ذهب كعادته يلعب مع الصبيان، وكان قد اتخذ له غصنًا من الشجر جاعلا منه فرسًا له، وذات يوم رغب عليّ في الزواج لعله يجد زوجة تساعده، ويرزقه اللَّه بالأولاد، فلما أخبر والدته أمرته أن يستشير أخاه. فقال لها: هل أستشير من يلعب مع الصبيان؟! فألحت عليه. فرضخ لأمرها وذهب لأخيه حمد فأخبره عما يريد، وكان الغيهبان يهز ذلك الغصن وقد ركبه ثم قال: "احذر من أم الحرس، واحذر من أم الجرس، واحذر من عشبة الدار، ورغ من طريق الفرس، جهلا، جهلا، جهلا"، فهز الغصن واستانف اللعب مع الأطفال، فوقف أخوه علي برهة ثم عاد لوالدته وأخبرها، فقالت هل علمت ما معنى كلامه؟ فقال: لا. فقالت: "أم الحرس هي الزوجة التي لها أولاد من غيرك، أما أم الجرس فهي المرأة البلهاء الثرثارة، وأما عشبة الدار (١)، فهو يقصد المرأة الجميلة التي أباها ردي" (٢).

" وعد ابن بنا"

ابن بنا (٣) هو من الغفران من آل مرة، وقد عرف بوفائه للوعد، بل بدقة الوفاء في وعوده دائمًا -وهذه من خصال المؤمن- فقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" صدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.


(١) عشبة الدار: عادة العشب الذي ينبت في أماكن سبق وأن نزلت من قبل يكون فيه نضارة أكثر من غيره وذاك بفعل وجود السماد في مكان الإبل أو الغنم.
(٢) ردي: أي لا خير فيه.
(٣) لم نتمكن من معرفة اسمه كاملا.

<<  <  ج: ص:  >  >>