للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع عدم تقدمه (١) في الفنون، حتى كان العز قاضي الحنابلة - وناهيك به - يرجحه على كثيرين، وقد حج وامتدح النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدة قصائد.

وقال في مولودٍ وُلِدَ للسخاوي، يهنؤه به:

لَيَهْنِكَ شمسَ الدين فَرْعُك مشبهٌ … سجاياكَ، والقطر الشهيُّ من الطَّخا

وذلك من جود الإلهِ وفضله … ففرعك من جود (٢) وأصلُكَ من سخا

وإذا كان هذا "نموذج" روائع شعر ابن الهائم السُّلَمي في نظر السخاوي ومعاصريه من أهل القرن التاسع الهجري - وقد قال السخاوي في شعره: (صار بأخَرَةٍ، أوحد شعراء القاهرة) - فإن الشعر في ذلك العصر، عامة كان في دركة منحطًة.

وعجيبٌ أن يضيف السخاوي إلى وصفه لابن الهائم بالأوحدية بين شعراء القاهرة، قوله: (مشارًا إليه بالشعر في الآفاق) إذ مفهوم ذلك أنه كان في نظر معاصريه من أعلام شعراء الآفاق، مشارًا إليه بينهم برفعة الشاعرية والإبداع فيها والإمتاع.

مات ابن الهائم بعد انقطاعه يوم الإثنين، سادس جمادى الآخرة سنة ٨٨٧ هـ (٣).

ابن الحاج السُّلَمي

هو: الطالب بن حمدون بن الحاج حمدون السُّلُمي، المعروف بابن الحاج، وهو مغربي الموطن على ما يبدو من اسمه، وله من المؤلفات: "حاشية على شرحِ بَحْرَق على لامية الأفعال لابن مالك" (٤) وكتابُ" العقد الجوهري، من فتح الحي القيوم في حل شرح الأزهريّ على مقدمة ابن آجروم"، وهي حاشية على شرح الشيخ خالد الأزهري على الآجرومية، أتَمَّها سنة ١٢٦٩ هـ (٥).


(١) مما يسترعي الانتباه، استعمال محمد بن عبد الرحمن السخاوي وهو من أهل القرن الهجري العاشر لصيغة: (التقدم) في المعنى الذي تستعمل له في العصر الحديث وفي الأدب الحديث.
(٢) في طبعة أوفست كونروغرافير، بيروت، ما نصه: (فقرعك) بالقاف بعد الفاء، وواضح من سياق البيت أن الصحة: (ففرعك) بفاءين كما أثبتناه.
(٣) الضوء اللامع، ص ١٥٠ و ١٥١، الجزء الثاني.
(٤) طبعت بفاس في سنة ١٣١٥ هـ وبمصر.
(٥) معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس، ص ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>