للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن الأشعث واليًا عليها من قبل، ثم العباس وليها للمأمون ثانية سنة (١٩٣ هـ) وقد صير الرشيد الأمين في حجره زمنًا، واستخلفه في بغداد، في وقت خروجه عنها.

وقد جمعته بدعبل الخزاعي قبيلته فمدحه وأثنى عليه وهجاه أيضًا، وهو الذي ولاه سمنجان من أعمال خراسان.

ولقد غضب دعبل من العباس بن جعفر فقال يهجو أباه:

مَا جَعْفرُ بنُ محمد بن الأشعث … عندي بخَيْر ابوةً من عَثْعَثِ

عَبَثًا تُمارسُ بي، تُمَارسُ حيّةً … سَوّارةً، إن هِجْتَها لِم تَلْبَثِ (١)

لو يَعلمُ المغرورُ ماذا حازَ مِن … خِزيٍ لوالده، إذن لم يَعْبَثِ (٢)

وقال من قصيدة يمدح بها العباس بن جعفر:

أما في صُروف الدَّهر أن تَرْجعَ النَّوى … بِهمْ، ويُدالَ القُربُ يَوْمًا من البُعْدِ (٣)

بَلى، في صُروفَ الدَّهَرِ كُلُّ الذي أَرى … ولكنّما أغْفَلنَ حَظّي على عَمْدِ

فَوَاللَّهِ ما أَدْري: بأيِّ سِهامِها … رَمَتْني، وكُلٌّ عِنْدنَا لَيْسَ بالمُكْدِي (٤)

أم عجرد (*) الخزاعية

لها ذكر في حديث المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال: سمعت أم عجرد الخُزاعية تسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: يا رسول اللَّه أمر، كنا نفعله في الجاهلية ألا نفعله في الإسلام؟

قال: ما هذا؟

قالت: العقيقة.

قال: "فافعلوا، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة".


(١) الممارسة: المعالجة: والسوّار: الذي تسور الخمرة في رأسه سريعًا، يريد سرعة الهيجان.
(٢) ديوان دعبل الخزاعي/ ١٠٠.
(٣) النَّوى: البعد، وهي مؤنثة لا غير، وفي غير الورقة: (أن تسعف النوى بنا). وفي الدر (وبذاك القرب منا على البعد) وفيه تصحيف.
(٤) أكدى الرجل: أخفق، ولم يظفر بحاجته/ ديوان دعبل ١٢٦.
(*) أسد الغابة ٧/ ٣٦٦، الاستيعاب ٤/ ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>