للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- أصبح الصعيد في تلك الفترة نهبا لبكوات القاهرة الذين سخروا أرضه وفلاحيه لمآربهم الشخصية وأثقلوا كاهلهم بالمظالم فتدهورت الزراعة واضطرب الأمن.

وفي كتاب رحلة إلى النوبة قال بيركاردت عن الهوارة:

- كان إبراهيم باشا قد وجه عنايته لتأديب عصاة العربان فكان أن استخدم القوة العسكرية في القضاء على نفوذ الهوارة فانقض على قراهم في الصعيد وقتل العديد من شخصياتهم البارزة.

[بعض ما قاله المؤرخون عن فروع وتاريخ هوارة]

(أ) ما ذكره الدكتور عبد المجيد عابدين في تحقيقه لكتاب البيان والإعراب عن هوارة (١): قال: أما هوَّارة فقد كانت منازلهم في رمن الفاطميين بالبحيرة من الإسكندرية غربا إلى العقبة الكبيرة من برقة وظل الأمر على ذلك إلى أيام السلطان الظاهر برقوق (تولى العرش ٧٨٤ هـ/ ١٣٨٢ م) إذ أنزلهم (قبل أن يتولى السلطنة بسنتين) في منطقة الصعيد الأعلى، وأقطع إسماعيل بن مارن شيخ هوارة (وهو جد الموازن) ناحية جرجا وما حولها، وكانت عواصم الصعيد الأعلى حينئذ قوصا وإخميما، ولم تكن جرجا مشهورة شهرة غيرها، حتى نزلت هوارة بالصعيد جهة جرجا فاشتهر أمرها (٢)، وصارت جرجا فيما بعد ولاية منذ عهد محمد علي باشا.

ولم تنتقل هوارة إلى الصعيد إلا بعد انقضاء الأحداث العنيفة التي وقعت بين المماليك وعرب الصعيد، وكان آخرها ما قام به الحلف التركي من حرب


(١) انظر ص ١٣٤، ١٣٥، ١٣٦ كتاب البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي مع دراسات في تاريخ العروبة في وادي النيل - تحقيق وتأليف الأستاذ الدكتور عبد المجيد عابدين أستاذ الأدب العربي - كلية الآداب - جامعة الأسكندرية ط ١٩٨٩ م - دار المعرفة الجامعية.
(٢) نص البيان والإعراب ص ٥٤ - المقريزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>