للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معتوق: يا خليل إن العرب غير منتبهين، سأدَّعي أنك شامي ولست نصرانيًّا! وسأتركك هنا. لكن دواتي رفض بشدة وأصرَّ على إيصاله إلى ابن ناحل نفسه.

[داوتي في بيت خلف بن ناحل]

ويسجل داوتي انطباعاته بعد أن وصل إلى عرب ابن ناحل فيقول: (. . . ها أنا قد وصلت إلى حرب القاطنين في المنطقة التابعة لابن رشيد. وقد وجدت أن حرب نجد يتمتعون بعقلية عربية أصيلة أكثر من عنزة. إن أفضل عُقيلي في خيبر كان حربيًا كان لطيفًا وأمينًا. كان قليلًا ما يشاهد في قهوة عبد الله (١) وكان يأتي أحيانا إلى العم محمد (٢) الذي يُعتبر نصف بدَوي! في أحد الأيام قال: نحن بنو سالم أحسن منكم، فليس عندنا أفرنجي يستعمل هذا الدخان) (٣) ويضيف داوتي: (ونزلنا عند بيت ابن ناحل وكان بيته كبيرًا، ودخلنا مجلس الرجال بعد تبادل التحية المعتادة. كان ولد ابن ناحل الشاب ومعه مجموعة من الشبَّان جالسين في ناحية المجلس المتَّسِع، وجلسنا نحن، في حين أخد الشبان يتهامسون فيما بينهم لمعرفة من أكون!) (٤).

القهوة لدَى ابن ناحل:

ثم يقول داوتي بعد أن دخلوا مجلس خلف بن ناحل: (وارتفع صوت نجر القهوة، وكأنه يدعو الأضياف للقهوة في بيمت ابن ناحل، وهنا رأيت رَجُلًا عظيمًا ومعه رفاقه لشرب القهوة وهم يدخلون البيت بثيابهم الطويلة وأجسامهم غير المكتنزة. إنهم ملوك القهوة في حياة الصحراء (They were coffee lords men of


(١) يشير داوتي هنا إلى بعض الذين تعرف عليهم أثناء إقامته في خيبر، ومنهم عبد الله هذا وهو صاحب المقهى الذي يتردد عليه داوتي.
(٢) محمد النجومي رجل تعرف عليه داوتي أثناء إقامته في خيبر. ووصفه بأنه أعز صديق قابله في بلاد العرب، ولا نعرف عنه إلا انه جندي متقاعد. وقد تحدث داوتي عنه كثيرًا وأثنى عليه ثناء بالغًا (انظر الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية ص ٨٣).
(٣) المصدر السابق ص ٣٠٨.
(٤) المصدر السابق ص ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>