للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومًا يحدثوني سواهم، فوجد ببابه أبا الأعور ومعن بن يزيد بن الأخنس ونصر بن الحجاج بن علاط السُّلَميين، فأدخلهم، فخاطبهم معاوية وخاطبوه بكلام طويل، ثم أمر بإخراجهم، فكتب إليه أبو الأعور:

مُعَاوِيَ! أما الْتَمَسْتَ الرجال … لفتلك التي مِثْلُها يُلْتَمَسْ

فقد أمكنك لعمري الأمور … من الكاشفي عنك ما قد لبسْ

من إيراد أمْرٍ، وإصدارِه … وَهَمٍ تطاولَ فيه النَفَسْ

فإما تُرِدْنَا لِهَنْيِ الجِمَال … ومَدِّ الدِّلاء وجَرِّ الْفَرَسْ

وإطراقنا بعد ثَنْي السؤال … فليس بنا - يا ابن هند - خَرَسْ (١)

وأبو الأعور جد عبيد السُّلَمي أو "عبيدة" والي أفريقية أو عم أبيه، واسمه عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف بن الأرقص بن مُرّة بن هلال.

وكان أبو الأعور أحد قواد معاوية بن أبي سفيان (٢).

ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب، أنه يُعدُّ في الصحابة، ولكن أبا حاتم الرازي أنكر ذلك وقال: لا يصح له صحبة ولا رواية، وكان من أشد النّاس على عليِّ - رضي الله عنه، وحدث بقصة هزيمة حُنَيْن، وكان عليٌّ يذكره في القنوت، في صلاة الغداة يقول: "اللهم عليك به" مع قوم يدعو عليهم في قنوته.

عُمَيْر بن الحُبَاب السُّلَمي

هو عمير بن الحباب بن جعدة، رأس القيسية في العراق وأحد الأبطال الدهاة.

كان عمير ممن قاتل عبيد الله بن زياد الأموي مع إبراهيم بن الأشتر النخعي بالخازر، ثم أتي قرقيسيا خارجًا على عبد الملك بن مروان، وتغلَّب على نصيبين، واجتمعت عليه كلمة قيس كلها، ونشبت بينه وبين اليمانية وبني كلب وتغلب - وقائع منها يوم ماكسين ويوم الثرثار الأول ويوم الثرثار الثاني


(١) مخطوطة "من سمي من الشعراء عمرًا" - لابن الجراح، ص ٥٤ - ٥٥، بمكتبة الدكتور عزت حسن المدير العام للمكتبة الظاهرية بدمشق.
(٢) تاريخ ابن خلدون، ص ١٣٦، المجلد الثاني، طبع بيروت؛ وجمهرة أنساب العرب - لابن حزم، ص ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>