للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا واللَّه أَلْبَسُ ثَوْبَ عَمْرٍو … وَلَوْ قَلَّ الثِّيَابُ وَلَوْ عَريتُ (١)

تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتًى أُناسٍ … وَأَرْضَعهُ خُزاعيٌ كَتيتُ (٢)

ويمنَعُكَ الوَلاءَ وأَنْتَ عَبْدٌ … وأُمْنَعُ حَيْثُ كُنْتُ إذا لُقِيتُ (٣)

ويستطرد بالهجاء تارة وبالفخر تارة أخرى. . .

عمرو (*) بن الحارث الخزاعي

هو عمرو بن الحارث الخزاعي، شاعر جاهلي، يقول في ولاية خزاعة للبيت:

وَنَحْنُ وَلينَا البَيْتَ من بَعْد جُرْهُم … لنَمْنَعَهُ من كُلِّ بَاغٍ وآثِمِ (٤)

وَنَتْرُكَ ما يُهْدَى له لَا نَمَسُّه … نَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ عِنْدَ المَحَارِمِ (٥)


(١) ألبس: أي لا ألبس.
(٢) كتيت: بخيلٌ، يقال: إنه لكتيت اليدين: أي بخيل.
(٣) يقول: يمنعني قومي وعزي حيث لقيت، يجوز أن يكون في حرب وفي غيرها. أي إذا قاتلت منعني قومي. شعراء الهذليين ٢/ ٨١٩، ٨٢٠.
(*) معجم الشعراء ص/ ٧٥ ومن اسمه عمرو من الشعراء ص ٨١ والإيناس بعلم الأنساب ص/ ٦٤ وفيه يخاطب بكر بن غالب. . . بن مضاض الجرهمي، شاعرًا من خزاعة هو عمرو بن الحارث ابن عمرو فيقول له:
يا عَمْرو لا تَفْجُرْ بمكَّة … إنها بلدٌ حرَامْ
واسأل بعادٍ أين هُمْ … أم كيف تُخْتَرْمُ الأنام
أو بالعماليق الَّذين … لهم بها كان السَّوَام
ومخاطبة بكر. . . الجرهمي لعمرو الخزاعي، يعني أهمية عمرو في خزاعة ذاك الوقت، وهنا يؤرخ الشاعر وجود العماليق في مكة، وذلك في البيت الثالث.
(٤) كما أن عمرو بن الحارث الخزاعي، يذكر بأنهم أخذوا البيت الحرام من جرهم وذلك ليمنعوه من كل باغ وآثم، وبذلك أرخ الشاعر مجيء قبيلة خزاعة من بعد جرهم.
(٥) ولقد جاء صدر البيت في معجم الشعراء (ونقبل ما يهدى له لا نمسه) وهنا يذكر الشاعر عفة خزاعة وأنفة نفوسهم من أن يمسوا ما يهدى إلى البيت الحرام؛ لأنهم مؤمنون يخافون عقاب اللَّه لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>