للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضلُ (*) بن العباس الخزاعي

هو الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي الكوفي. له أشعارٌ كثيرة، وذكر أنه ولي بَلْخَ وطُخارستانَ من كُور خُراسان فغزا كابُلَ، وكان له بها أثر حسن، فقال في ذلك:

إنَّا على الثَّغْرِ نَحميه وَنَمْنَعُه … بنُصْرَةِ اللَّه، والمنصورُ مَنْ نَصَرَا

كم وقعة بحمَى إسْكينَ مُشْعَلَة … وبالمنوحار أُخْرَى تَقْدَحُ الشَّرَرَا (١)

يا أَهْلَ كَابل هَلا عَاذَ عَائذُكُم … بالبُدِّ يَمْنعُ مِنَّا من به انْتَصَرَا

لو كانَ يَدْفَعُ ضَيْمًا عَنكُمْ لَدَرَا … عَنْه القسيَّ التي غَادَرْنَه كَسَرا

تَصِبُنا نقْمَةٌ للَّه بالغةٌ … رضْوَانَّه فاصْبرُوا لا تَهْلَعُوا ضَجَرَا

بِاللَّهِ يَطْلُب ثَأرَ الدِّين طالبُنَا … وبالرَّسُولِ وبالفُرْقَان إذ نُشِرا

لا نَمْنَعُ الوَارِدِينَ الوِرْدَ مَا نَهَلُوا … إلى اللِّقَاءِ ولكن نَمْنَعُ الصَّدَرَا (٢)

والعباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي صاحب الإيغار (٣) الذي يسقي الفرات من عمل كُوثي والفلُّوجة، أجراه الرشيد كما أجرى المنصور بقطين بن موسى وقاطعه عنه، فصار عملا مفردًا، وكان قد قلده خُراسان، وصير محمد الأمين في حجره، واستخلفه بمدينة السلام في وقت خروجه عنها. وكان الرشيد لا يقيم بمدينة السلام من السنة إلا شهرًا أو شهرين، ومنزل جعفر بن محمد بن الأشعث بالباب المحوَّل من الجانب الغربي بإزاء الميل.

ولقد نال الفضل ثقة المأمون، فولاه جرجان وطوس وعراق المعجم، ولقد تأدب الفضل في مدرسة دعبل الخزاعي لصلته الجيدة بوالده العباس، وقد ساءت العلاقة بين دعبل والفضل حينًا فذكره دعبل بفضله عليه وتهدده وأوشك أن يهجوه. واعتبر ابن النديم في الفهرست (٢٣٦) أن الفضل من الشعراء المقلين، وقال: إن له رسائل مروية كثيرة. الفهرست (١٧٦).


(*) معجم الشعراء ص ١٨١. الورقة ٣٨.
(١) اسكين والمنوحار: اسماء مواضع.
(٢) القصيدة في كتاب الورقة، وفي معجم الشعراء غير كاملة.
(٣) الإيغار: أوغر العامل الخراج أي استوفاه. ويقال: أن يوغر الملك الرجل الأرض يجعلها له من غير خراج وقد سمي ضمان الخراج إيغارًا وهي لفظة مولدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>