للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا: المشاهير من القادة والفرسان

[الحجاج بن جارية الفزعي الخثعمي]

كان فارسًا مشهورًا وبطلًا مقدامًا، قاتل مع مصعب بن الزبير ضد عبد الله ابن الحر، وكان أحد الفرسان الذين أرسلهم مصعب إلى عبد الله بن الحر فهزمهم، ثم عاد إليه الحجاج مُرّة أخرى فحمل عليه وحاربه حتى أسره عبد الله ابن الحر (١).

كما قاتل مع مطرف بن المغيرة عندما خرج على الحجاج سنة ٧٧ هـ ذكر الطبري ذلك فقال: "حدثني عبد الله بن علقمة الخثعمي أن الحجاج حين سمع بخروج مطرف من المدائن نحو الجبل اتبعه في نحو ثلاثين من قومه وغيرهم. وقال: وكنت فيهم فلحقناه بحلوان، فكنا ممن شهد معه قتال سويد بن عبد الرَّحمن، ثم قال: ولما قدمنا على مطرف بن المغيرة سر بمقدمنا وأجلس الحجاج ابن جارية معه على مجلسه، ولما خرج سويد بمن معه وقف الرجال ولم نخرج بهم من البيوت وقدم ابنه القعقاع في الخيل وقال: فدعا مطرف الحجاج بن جارية فرحه إليهم في نحو عددهم فأقبلوا نحو القعقاع فلما رآهم سويد قدموا نحو ابنه أرسل إليهم غلامًا له يقال - رستم - فانطلق غلامه حتى انتهى إلى الحجاج بن جارية فأسر إليه: إن كنتم تريدون الخروج من بلادنا هذه إلى غيرها فاخرجوا عنا، فإنا لا نريد قتالكم وإن كنتم إيانا تريدون فلا بد من منع ما في أيدينا. فلما جاءه بذلك قال له الحجاج بن جارية: أنت أميرنا فاذكر له ما ذكرت لي، فخرج حتى أتي مطرفا فذكر له مثل الذي ذكر للحجاج بن جارية فقال له مطرف: ما أريدكم ولا بلادكم، فقال له: فالزم هذا الطريق حتى تخرج من بلادنا، فإنا لا نجد بُدًّا من أن يرى النّاس ويسمع بذلك أنا قد خرجنا إليك. قال: فبعث مطرف إلى الحجاج فأتاه ولزموا الطريق حتى مروا بالثنية فإذا الأكراد بها فنزل مطرف ومعه عامة أصحابه وصعد إليهم في الجانب الأيمن الحجاج بن جارية وفي الجانب الأيسر سليمان بن حذيفة، فهزموهم وسلم مطرف وأصحابه" (٢).


(١) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٦، ص ١٣٢.
(٢) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٦، ص ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>