للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الأزرقي عن خزاعة بمكة:

وكانوا هم حجابه، وخزانه، والقوام به، وولاة الحكم بمكة وهو عامر لم يخرب فيه خراب ولم تبن خزاعة فيه شيئًا بعد جرهم، ولم تسرق منه شيئًا علمناه، ولا سمعنا به وترافدوا على تعظيمه، والذب عنه، وقال في ذلك عمرو ابن الحارث بن عمرو الغبشاني:

نحن وليناه فلم نغشه … وابن مضاض قايم يهشه

ياخذ ما يُهدى له يفشه … نترك مال اللَّه ما نمشه (١)

[زواج قصي من خزاعة - وولايته البيت]

كان قُصي -جد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أمه في أخواله "عُذرة من قُضاعة" وقد بلغ، فَعَيَّره رجلا من قُضاعة قائلا: ألا تلحق بنسبك وقومك فإنك لست منا، فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قاله القُضاعي فسألها عما قال له فقالت: واللَّه أنت يا بني خير منه وأكرم، أنت ابن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة، وقومك عند البيت الحرام وما حوله، فاجمع قُصي للخروج إلى قومه واللحاق بهم وكره الغربة في أرض تُضاعة، فقالت له أمه: يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام فتخرج في حاج العرب فإني أخشى عليك، فأقام قُصي حتى دخل الشهر الحرام، وخرج في حاج قُضاعة حتى قدم مكة فلما فرغ من الحج أقام بها وكان قُصي رجلا جلبدًا حارمًا بارعًا فخطب إلى حُليل بن حُبشية بن سلول الخُزاعي ابنته حبى، فعرف حليل نسبه فزوجه حبى، وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمر مكة، فأقام قُصي معه حتى ولدت حبى لقُصي؛ عبد الدار، وهو أكبر ولده، وعبد منات، وعبد العُزَّى، وعبد بن قُصي. فكان حليل يفتح البيت، فإذا اعتل أعطى ابنته حبى المفتاح فتفتحه، فإذا اعتلت أعطت المفتاح زوجها قُصيا أو بعض ولدها فيفتحه، وكان قُصي يعمل في حيازته إليه وقطع ذكر خُزاعة عنه (٢).

فلما حضرت حليلا الوفاة نظر إلى قُصي وإلى ما انتشر له من الولد من ابنته فرأى أن يجعلها في ولد ابنته فدعا قُصيًا فجعل له ولاية البيت وأسلم إليه


(١) أخبار مكة ١/ ١٠٢.
(٢) أخبار مكة ١/ ١٠٤، ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>