عِلَاط. وكانت الكتائب قد غاص رجالها في الدروع فصارت تمر أمام أبي سفيان وكأنها بحر متحرك من الحديد. وعندما مر خالد في فرسان بني سُلَيْم قال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال العباس: بنو سُلَيْم. فقال أبو سفيان: ما لي ولسُلَيْم. ولما قال العباس وهذا قائدهم خالد بن الوليد. قال أبو سفيان: الغلام؟ قال: نعم.
ولما حاذى خالد العباس وإلى جانبه أبو سفيان كبَّر ثلاثًا، ثم مضوا.
ثم مرَّ الزبير بن العوام في خمسمائة من محاربي المهاجرين وأخلاط من العرب ومعه راية سوداء. فلما حاذى أبا سفيان كبَّر ثلاثًا.
قصة إسلام عباس بن مِرْدَاس زعيم بني سُلَيْم
قال ابن هشام: كان إسلام عباس بن مِرْدَاس فيما حدثه أهل العلم أنه كان لأبيه مِرْدَاس وثن يعبده وهو حجر كان يقال له "ضِمار" فلما حضر مِرْدَاس قال العباس: أي بُني اعبد ضِمار فإنه ينفعك ويضرك، فبينما عباس يومًا عند ضِمار إذ سمع من جوف ضِمار مناديا يقول:
قل للقبائل من سُلَيْم كلها … أودي ضِمار وعاش أهل المسجد
إن الذي ورث النبوة والهدى … بعد ابن مريم من قريش مهتد
أودي ضِمار وكان يعبد مرة … قبل الكتاب إلى النَّبِيّ محمد