للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا إسحاق، عُرِض عليه أن يشتم ابن أبي العزاقر وأن يبصق عليه، فأبى وأرعد وأظهر خوفًا من ذلك، للْحَيْنِ والشقاء (١)، وهذا يدل على أنه يعتقد فيه ما يحول بينه وبين توجيه أية إهانة منه إليه، فكان عقابه القتل معه، استئصالًا لفتنته وزيغه في عَصْرٍ كثر فيه مروجو الفتنة والزيغ والإلحاد.

وكان أبو إسحاق - على ما حكاه ابن النديم - من أهل الأدب، مؤلفًا للكتب، ناقص العقل، ولولا نقصان عقله ما تَعبَّدَ لابن أبي العزاقر، واعتقد فيه الألوهية.

وله كتاب "النواحي في أخبار البلدان"، وتتمة عُنوان هذا الكتاب هي: "الأرض" لا " البلدان".

وكأنَّ ابن النديم سها أخيرًا عما كتبه أولًا في ترجمة أبي عوف والد أبي إسحاق، فيما يتعلق باسم هذا الكتاب، فأخذ تكملة اسمه من معنى اسمه الذي سبق أن أورده، فالأرض والبلدان متقاربتا المعنى.

ولأبي إسحاق أيضًا كتاب "الجوابات المسكتة"، وكتاب" التشبيهات" وكتاب "بيت مال السرور" وكتاب "الدواوين " وكتاب" الرسائل" (٢).

محمد بن عيسى بن سورة الترمذي السُّلَمي

الإمام الترمذي صاحب "الكتاب الجامع " في الحديث النبوي، الذي هو أحد الصحاح الستة هو من بني سُلَيْم ين منصور فهو من مفاخرهبم الخالدة في الدين والعلم الإسلامي.

وقد ذكروا أن اسم جده الثاني لأبيه هو: موسى.

والترمذي أحد حفاظ حديث الرسول، وكتابه "الكتاب الجامع" من أهم كتب الحديث النبوي، ومن أحسنها تأليفًا وتنسيقًا وصحة.


(١) في النسخة المطبوعة بمطبعة الاستقامة من كتاب الفهرست، لابن النديم: (للجبن) بالجيم والباء التحتية الموحدة. وقد رجحنا أن تكون صحة الكلمة: (للحين) بفتح الحاء المهملة بعدها ياء تحتية مثناة ساكنة، وذلك بدليل سياق الكلام، فقد وردت بعدها كلمة: (والشقاء) وهي تتناب مع (الحين بمعنى الهلاك) بخلاف كلمة (الجبن).
(٢) الفهرست لابن النديم، ص ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>