للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بطونها]

إذا كان الحديث في نسب هُذَيْل كما رأيناه حديثًا واضحًا، لا يكاد يختلف عليه اثنان من بين المراجع العربية في القديم والحديث، فإن عشائر هذه القبيلة، وفصائلها، وبطونها تختلف فيها - نظرًا لكثرتها - وجهات النظر بين أصحاب الأخبار والأنساب اختلافًا هينًا لا يؤثر في جوهر الموضوع، ولا يطمس وجه الحق فيه، فمن المراجع ما يقتصر على ذكر العمائر الكبرى للقبيلة، ويتنكب ما تحت هذه العمائر من بطون، وفصائل، وأفخاذ، ومنها ما يعرض هذه البطون، وتلك الفصائل والأفخاذ عرضًا سريعًا مجملًا ضاربًا صفحًا عن التفصيل فيها، والإمعان في تعدادها، وبعضهم يمعن في ذلك إمعانًا قد يوهم القارئ أن بينه وبين غيره من المراجع خلافًا ذا بال. والمسألة - على هذا النحو - لا تعدو أن تكون مسألة تعميم أو تخصيص في ذكر النسب يظهر من ورائه خلاف لفظي بين أصحاب الأنساب.

ولكن هناك خلافًا آخر مرده إلى الخطأ في نسبة بعض البطون إلى هُذَيْل أو عدم نسبتها إليها، أو جعل الصلة بينها وبين هذه القبيلة صلة الحلف والجوار لا صلة القرابة والنسب، أو التصحيف والتحريف في أسماء بعض هذه البطون تصحيفًا أو تحريفًا يؤدي إلى التكرار في الاسم الواحد بصور وأشكال متقاربة. في الحروف تكرارًا يحدث شيئًا من الاضطراب والخلاف، ولكن ليس من العسير أن نصل إلى وجه الحق فيه، وسنقصد إلى ذلك كله في شيء من التفصيل بعرض وجهات النظر، وسرد آراء أصحاب النسب والأخبار وغيرهم ممن أدلوا بدلوهم في الموضوع.

بطون هُذَيْل كما يصورها الشعر:

الحق أن هُذَيْلا ذات طوائف كثيرة، وبطون وعشائر متعددة تعددًا يلفت النظر، ويثير الانتباه، ولقد أشار إلى هذه الكثرة الكاثرة شعر الشعراء الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>