للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مهاجمة المدينة ليتسنى لشيخ الحرم ومن والاه في المدينة أن يثوروا في داخلها، فلما تبين سرور الأمر احتاط له واحتال حتى استولى على قلعة المدينة فمكن لنفسه واستطاع أن يهزم خصومه، وأن يقبض على شيخ الحرم وخمسين من أتباعه ويسيرهم إلى مكة بعد أن أعلن عزل شيخ الحرم (١).

[سرور يتحاشى العودة من ديار حرب]

وفي عودة الشريف سرور من المدينة ترك الطريق الذي يمر بقبائل حرب وفي نفسه أن يعود إليهم في حملة أقوى، واتجه نحو الجنوب الشرقي حتى وصل إلى الطائف ومنها إلى مكة (٢).

وظلت فكرة الحملة على حرب مرة ثانية تراوده، فلما كانت سنة (١٢٠١ هـ) أرسل إلى قبائل هُذَيْل وَثَقِيف وعُتَيْبة فجمع منهم جيشًا حاشدًا واستنفر الأشراف فخرجوا في نصرته، وقد قيل: إنه كان ينثر الذهب بين المتطوعين المقاتلين وإنه جعل لكل من قطع رأسًا خمسة مشاخص (٣)، فنشطت القبائل للعمل معه ولما وصل بجيشه إلى مستورة بين رابغ والمدينة أرسل من يغزو جبل صبح حتى احتله، ثم اشتبك مع بطون حرب عدة اشتباكات كان له فيها الظفر، وملك (الفرع) ثم (بدر) ثم توجه إلى ينبع النخل فاحتله ثم عاد إلى بدر وتوجه إلى الخيف فملكه (٤).

واشتد القتل في هذه المواقع وفي مواطن غيرها كثيرة وكثر عدد الأسرى الذين كان يبعثهم إلى مكة مصفدين، ولما أيقن باستتباب الأمر له في هذه الديار


(١) تأريخ مكة للسباعي ج ٢ - ٨٨.
(٢) تأريخ مكة للسباعي ج ٢ - ٨٨.
(٣) نفس المصدر ج ٢ - ٨٨، ٨٩. وقل أن نجد قبيلة أو شعبًا تعرض لمثل هذا الاضطهاد فثبت في دياره لا يتزعزع، فإذا كان هذا عمل الأمراه فإن الضغط يولد الانفجار.
(٤) نفس الحاشية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>