فطُرِدَت بواسطة حدوث من برقة إلى مصر وتولى هو زعامة قبيلة البراعصة، وقد سكنت عائلة الخضراء في مدينة سنورس بالفيوم وكان عمدتهم سليمان بيك بياض، ومن البراعصة عشيرة الخوالد في محافظة بنى سويف.
وعن حروب الحرابي (١) خاصة العبيدات مع أولا علي فقد أسلفنا التفصيل عن هذه الحروب في السرد عن قبيلة أولاد علي.
[لمحات عن بعض عائلات الحرابي في الفيوم وغيرها بالديار المصرية]
من أشهر العائلات أذكر عائلة بياض من البراعصة، وعائلة الهاين، وعائلة تعيلب وكبيرها سعداوي عبد الرحمن العمدة، وعائلة المرحومي من الشرايع العبيدات، وعائلة عقيلة من الشرايع في سرسنا، وعائلة أبو لطيعة في البراعصة وكبيرهم عبد التواب أبو لطيعة عمدة قصر لطيعة، وعائلة مساعد باكليب بالمقراني وكبيرهم عبد العزيز العمدة، وعائلة الرتمي، وعائلة يونس من الشرايع، وعائلة راحيل، وعائلة طوير وكبيرهم جلفاف عبد الرحمن عمدة منشاة السادات، وعائلة السعداوي وكبيرهم شيخ البلد إبراهيم السعداوي، وعائلة عويان ومنها العمدة طلبة عبد العزيز وفيها عمدة آخر يسمى محجوب مهدي، وعائلة الشيلابي وهم
(١) تجدر الإشارة إلى توضيح أن الحرابي قبيلة ذات بأس وقوة وبها آلاف الفرسان وتعدُّ كبر قبائل السعادي على الإطلاق من حيث العدد، والحرابي لا ينامون على ضيم ويأخذون حقوقهم في التو والحال ومنهم فرسان وأبطال مغاوير، وصنعوا ملاحم أو فروسية في تاريخ ليبيا عبر القرون الماضية، وفي قسم الوثائق والمخطوطات في مكتبة بنغازي بليبيا اطلعت على خرائط تحدد مواقع وديار قبائل إقليم برقة اتضح لي أن بطون الحرابي تستحوذ على القسم الأكبر من أراضي الإقليم خلاف قبائل سُلَيْم الأخرى أو قبائل المرابطين أو قبائل فزارة أو هلال، وكما شاهدت صور، كثيرة لفرسان مغاوير من الحرابي على الأخص من العبيدات والبراعصة على صهوات الخيول ومعهم البارود يعلنون الجهاد الأكبر في صفوف متراصة ضد الطليان إبان غزوهم للأراضي العربية الليبية منذ عام ١٩١١ م وحتى ١٩٣٠ م، وكان شغلهم الشاغل وهدفهم الأسمى هو الانتقام من عساكر الطليان وتوجيه الضربات الموجعة لهم في كل مكان، وعلى رأسهم المجاهد الزعيم عمر المختار من قبيلة المنفة إحدى قبائل الأشراف في برقة، وكان هؤلاء الفرسان البدو حقا وصدقًا أبطالًا سطروا صفحات ناصعة في تاريخ الجهاد العربي ضد الاستعمار، كما أنهم رغم عدم تكافؤ الوسائط القتالية إلا أنهم كانوا يهجمون بخيولهم على العدو ولا يهابون الموت وكانت هجماتهم في أغلب الأوقات - كما يسميه العسكريون - انتحارًا بمعنى الكلمة ولكن في نظر هؤلاء الأبطال ليس انتحارًا وإنما هو إقبال على الشهادة في سبيل الله والوطن.