وكان أكثم لما علم بظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه وما جاء به، فأخبرهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقرأ عليهما قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)} [النحل: ٩٠]. فعاد الرسولان إلى أكثم، فأخبراه وقرآ عليه الآية، فقال لقومه: يا قوم: أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا أذنابا، وكونوا فيه أولا ولا تكون فيه آخرا، ثم شد رحاله إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكنه مات في الطريق سنة ١٠ قبل الهجرة.
[٦ - أوس بن حجر]
ابن عتاب الشقري (١)، كان شاعر مضر كلها في الجاهلية، حتى أسقطه شاعرا العرب العملاقان: النابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمي المزني، وأصبح بعد هذا شاعر بني تميم إلى أن توفي سنة ٦١٠ م.
قال في يوم زبالة الذي انتصرت فيه بكر بن وائل على تميم:
وصبحنا عاد طويل بناؤه … نُسب به ما لاح في الأفق كوكب
فلم أر يوما كان أكثر باكيا … ووجها ترى فيه الكآبة تجنب
ومن شعر الرثاء الحزين قوله:
أيتها النفس أجملي جزعا … إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جمع السماحة … والنجدة والحزم القوي جمعا
الألمعي الذي يظن لك … الظن كان قد رأى وقد سمعا
المخلف المتلف المرزأ لم … يمت بضعف ولم يمت طبعا
أودى وهل تنفع الأشاحة من … شيء لمن قد يحاول النزعا
ولهذه الأبيات قصة:
فقد كان أوس بن حجر في سفر، وبينما هو في أرض بني أسد يسير على ناقته ليلا إذ صرعته ناقته، فاندقت فخذه وظل في مكانه لا يستطيع انتقالا حتى