للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤازرة كلب لبني أُمية

أما عن مؤازرة هذه القبيلة للأمويين واعتماد الدولة الأموية عليها، فهذا الأمر معروف ومفروغ منه عند المؤرخين، فقد تسابق حكام بني أمية إلى مصاهرة هذه القبيلة، وتثبيت قواعد دولتهم من خلال مصاهرتهم لبني كلب بن وبرة وتوزيرهم في الدولة، أو الاتكال على أفراد هذه القبيلة في غالبية أمور الدولة.

قال عمرو بن مخلاة الكلبي يخاطب بني أمية ويذهب مقامات قومه في حروبهم (١):

ضربنا لكم من منبر الملك أهله … بجيرون إذا لا تستطيعون منبرا

وأيام صدق كلها قد علمتموها … ويومًا لنا بالمرج نصرًا مؤزرا

فلا تنكروا حسنى مضت من بلائنا … ولا تمنحونا بعد لينٍ تجبرا

فكم من أمير قبل مروان وابنه … كشفنا غشاء الجهل عنه فأبصرا

ومستلثم نفّست عنه وقد بدت … نواجذه حتى أهلَّ وكبرا

إذا افتخر القيسي فاذكر بلاءه … بزراعة الضحاك شرقي جوبرا

قال ابن الأثير (٢): .. وكانت قيس كلها مضطغنة على ابن مروان من وقعة مرج راهط، وحذر عبد الملك بن مروان يومئذ "كلب".

وكان هذا الولاء من كلب لهذه الدولة عظيمًا ونادرًا، فقد ذكره ابن الأثير (٣) في مقتل يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة الارج علي بني أمية أيام يزيد بن معاوية.

وكان رجل من كلب يقال له القحل بن عياش، فلما نظر إلى يزيد هذا قال: والله لأقتلنّه، فمن يحمل معي يكفيني أصحابه حتى أصل إليه؟


(١) عن معجم البلدان ج - ٣ ص ١١٦.
(٢) الكامل في التاريخ ج - ٤ ص ٦٠.
(٣) نفس المصدر السابق ج - ٤ ص ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>