للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الظاهري: "في ربيع الأول عام ١٢٨٨ هـ الموافق ١٨٧١ م، خرج من الرياض الأمير سعود بن فيصل ومعه قبائل قحطان، والعجمان، وآل مرة، وسبيع، والسهول، والدواسر، وأهل الرياض، والخرج، والحوطة قاصدين غزو الإمام عبد اللَّه الفيصل الذي كان معسكرًا في إحدى قرى نجد وتسمى "البرة"، وفيها التقى الجمعان يوم ٧ جمادى الأولى عام ١٢٨٨ هـ الموافق ١٨٧١ م، ودارت بينهما معركة حامية انهزم فيها فرسان الإمام عبد اللَّه وقتل منهم عدد كبير، ومن أبرز الذين قتلوا من فرسان الإمام عبد اللَّه هو الفارس عبد العزيز بن محمد بن ياهض، ومن فرسان الأمير سعود فارس العجمان المشهور منصور الطويل" (١).

محاولة سعود استرداد حكم الأحساء من العثمانيين (*)

رعم تسارع إجراءات العثماذِش إحكام قبضتهم على الأحساء والقطيف، إلا أن سعود بن فيصل لم يسلم بالأمر كما كان يتمناه العثمانيون، جاءت أولى محاولاته للتصدي للوجود العثماني عندما قور استخدام القوة الحربية لمجابهة استيلاء العثمانيين على المنطقة مستفيدًا من تعمقهم في الداخل بعيدًا عن خطوط إمداداتهم البحرية، وكان هذا الخيار أحد إستراتيجيات سعود بن فيصل منذ علمه بمسير الحملة العثمانية، فقد كان يرى أن استدراجهم إلى العمق هو أفضل السبل المتاحة أمامه لمجابهة فعالة واختبار حقيقي لقوتهم لا سيما وهم لا يزالون حديثي عهد بالمنطقة، وقد كان العثمانيون يترقبون رد فعل سعود بقلق بالغ حتى أن وجود ابنه عبد العزيز في البحرين -رغم صغر سنه- إذ ذكر أن عمره يتراوح بين ١ - ١٢ سنة قد أثار مخاوف العثمانيين ومعهم أيضًا الإنجليز الذين ظنوا أن تواجده في البحرين كان بقصد إرساله أو قيادته لحملة بحرية تهاجم القطيف بواسطة القوارب أو بهدف إرساله أسلحة وذخيرة لوالده في نواحي الأحساء رغم تطمينات شيخ البحرين لهم بأن صغر سن عبد العزيز لا يؤهله للقيام بمثل تلك المهمات.

ظن سعود بن فيصل بعد هزيمته لأخيه الإمام عبد اللَّه بن فيصل في وقعة البرة في ٢ جمادى الأولى ١٢٨٨ هـ/ ١٨٧١ م، أن الأمر قد دان له، مما حمله


(١) العجمان وزعيمهم راكان - أبو عبد الرحمن الظاهري، ص ١٥٣ - ١٥٤.
(*) التصدي السعودي للحكم العثماني - د. عبد اللَّه السبيعي ص ٢٩، ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>