للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زمان أحداث حروب المساعيد]

مما لا ريب فيه أن الأحداث السابق ذكرها عن المساعيد قد وقعت في القرن السابع وأوائل القرن الثامن للهجرة وندلل على ذلك بالتالي:

١ - أن الحمداني وهو من رجال القرن السابع للهجرة وتوفي في آخر القرن السابع في عام ٧٠٠ هـ، قد ذكر أن بني عُقْبَة يقطنون في بلاد الشوبك ونقل عنه القلقشندي في آخر القرن الثامن، وقال عن بني عُقْبَة وديارهم من الشوبك إلى حِسْمى إلى تبوك إلى الحريداء وهي شرقي الحجاز. وقال ابن فضل الله العمري عام ٧٠٠ - ٧٤٣ هـ وأكد ما ذكره الحمداني فقال: وعُقْبَة من جُذام وديارهم من الشوبك إلى حِسْمى إلى تبوك إلى تيماء إلى برد ورواف إلى الحريداء.

ومعلوم أن بني عُقْبَة جُذام بعد افتراقهم عن المساعيد على أثر واقعة المُطَيْرية اتجهوا نحو بلاد الشوبك بشمالي غرب معان أو غرب جبال الشراة بالمملكة الأردنية الهاشمية، وما ذكره الحمداني يعدُّ أول إشارة حول وجود بني عُقبَة ببلاد الشوبك التي لم يكن لعُقْبَة وجود فيها في القرن السادس الهجري.

٢ - يذكر رواة المساعيد أن دولة غزة التي فتكت بهم كان جندها مماليك (١) من الأتراك، وأشار نعوم شقير الذي قال في ذكر الأمير سليمان المنطار: وكان سليمان المذكور من أهل التقوى فرأى الترك قنديلًا أضاء فوق جثته فدفنوه بإكرام، والمقصود هنا بالترك هم المماليك وليس بالأتراك العثمانيين، والمعروف أن المماليك الأتراك هؤلاء قد تولوا بلاد مصر ونواحي الشام، وقامت دولتهم عام ٦٤٨ هـ بعد الدولة الأيوبية، وقد استمروا حتى زحف العثمانيون من الأناضول على بلاد العرب في أوائل القرن العاشر الهجري أي عام ٩٢٣ هـ.


(١) قال قائل يؤكد أن المماليك الذين تولوا بعد موت شجر الدر والتي هي آخر ملوك الدولة الأيوبية يؤكد أنهم من الأتراك (بلاد التركمان) ويقصد هنا بالملك المظفر سيف الدين قُطز الذي هزم التتار في عين جالوت:
غلب التتار على البلاد فجاءهم … من مصر تركي يجود بنفسه
بالشام أهلكهم وبدد شملهم … ولكل شيء آفة من جنسه

<<  <  ج: ص:  >  >>