للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتضح لنا بأن الظفير لم تسكن العراق مثل القبائل الأخرى التي ملكت فيه أملاكًا أو بنت بلادًا وإنما رحلت للبادية وتتبع للكلأ.

[٤ - الطفير ودورهم مع الملك عبد العزيز آل سعود]

ما أن سمعت قبيلة الظفير بالملك عبد العزيز -رحمه الله- حتى كانت من أول المؤيدين له وذلك حينما شارك ماجد بن تركي بن مرعيد مع الكوكبة الستين، الذين فتحوا الرياض مع الملك عبد العزيز وذلك عام ١٣١٩ هـ وماجد المذكور هو من فخذ الذرعان من الصمدة من قبيلة الظفير ولكنه حالف الجمالين من بني عمر من سُبيع، ولقد بات المؤرخون يخوضون في نسبه حتى تنبَّه لذلك الأستاذ عبد الله بن سعد الرويشد وذلك في مقالة في مجلة الدارة بعنوان (الملحمة الأسطورية لفتح الرياض والأيطال الستون بقيادة الملك عبد العزيز) العدد الرابع عام ١٤٠٩ هـ، ومنذ فتح الرياض والظفير أنصار للملك عبد العزيز، فهذا أحد مشاهير الظفير وهو (على الضويحي بن صويط) (١) من أنصار عبد العزيز يقول أمين الريحاني: (عندما استأنف الاثنان (ابن سعود وابن رشيد) القتال جاء نجاب من الشيخ مبارك يحمل إلى ابن سعود كلمة وجيزة قاسية كتبت على قصاصة من الورق وفيها أنه سيعلن الحرب عليه إذا كان لا يعيد منهوبات ابن الرشيد، والمنهوبات هذه غنمها من بعض قبائل العراق رجل من الظفير اسمه علي الضويحي وقد كان من أنصار ابن سعود) (٢) وحينما خالف بعض القبائل العهد الذي أبرموه مع الملك عبد العزيز لم تنو الظفير مخالفة العهد يقول الريحاني: (إن مبارك الصباح حرَّض عبد العزيز بن سعود على قتال ابن سعدون وابن صويط، وبما أنّ حمود بن صويط كان أميل إلى الائتلافيين منه إلى خصومهم فقد كتب إليه يخبره أن ابن سعود زاحف عليه ويحذره منه، علم بهذا الخبر عبد العزيز آسفًا متجملًا وعلم كذلك أن القصد منه أن يسترضي مبارك بن صويط ويستعين به على ابن سعدون


(١) علي الضولحي من الفرسان المشهورين من الظفير في وقته وقد نخته كلاوه أحد مواقع الظفير حينما نزل بهذا فيصل الدويش على لسان أحد الشعراء:
فيصل نزل بي واستراح … يا من يخبر بي علي
وحمود هو طير الفلاح … لزام يا تالي هلي
(٢) نجد وملحقاته وسيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن، أمين الريحاني ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>