للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الإمام سعود سرية من سراياه يقودها منصور بن ثامر وغصَّاب العتيبي وتقع بينهم معركة في فليج (١)، ثم حصلت بين الظفير ويرأسهم الشايوش بن عفنان وبين شمَّر في عام ١٢٢٤ هـ معركة عنيفة انتصرت الظفير فيها على شمَّر وأخذت كثيرًا من أموالها وكاتبت الظفير الإمام سعود وظهرت بها إلى نجد (٢)، ولمَّا أرخص الله الأسعار في نجد وكثرت الأمطار وفاضت الآبار وأنبتت الأرض ظهرت أعراب الظفير على نجد واكتالوا من سدير على عشرة أصواع (٣) بالريال، ولمَّا نزل الإمام تركي بن عبد الله الرمحية الماء المعروف في العرمة وذلك عام ١٢٤٧ هـ أقام فيها أربعين يومًا أتته الظفير وأهدت عليه كثيرًا من الخيل والركاب (٤)، ثم أتى بعد الإمام تركي ابنه الإمام فيصل بن تركي فتستمرُّ الظفير في الولاء له حيث إنه لما فرغ من أمر الدمام عام ١٢٥٤ هـ قفل راجعًا ونزل الإحساء وأقام فيه أربعون يومًا وفد عليه ابن صويط (٥)، وأهداه كثيرًا من الخيل، واستمرت سلالة هذه الخيول إلى وقت نهاية الدولة السعودية الثانية تقول (الليدي آن بلنت) حينما تكلمت في رحلتها إلى الجزيرة العربية عن خيول الإمام فيصل: (بينما أمدته بنو خالد، والظفير، وشمَّر، وحتى عَنَزة بعينات في مناسبات ولا يزال عبد الله خليفته يحتفظ بقليل منها) (٦) ثم قالت عن خيل نجد وندرتها (ومُطير وبنو خالد والظفير وشمَّر هي الآن القبائل المنتجة الرئيسية للخيل في نجد) (٧) واستمرت الظفير في ولائها لآل سعود في الدولة السعودية الثانية، حتى إذا جاء عام ١٢٨٢ هـ تقع بينهم وبين الإكمام عبد الله الفيصل معركة جهة واجهة سوق الشيوخ (٨)، ويبقون هناك ستة أعوام، حتى إذا جاء عام ١٢٨٨ هـ جاءت الظفير مع محمد بن عبد الله بن رشيد إلى حائل (٩)، مما مضى يتبين لنا دور الظفير مع الدعوة الإصلاحية ودولة آل سعود الأولى والثانية كما


(١) ابن بشر ج ١ ص ٢٨٧.
(٢) الفاخري وابن بشر ج ١ ص ٣٠١.
(٣) ابن بشر ج ٢ ص ٦٠٠.
(٤) ابن بشر ج ٢ ص ٨٥.
(٥) ابن بشر ج ٢ ص ٢٢٩.
(٦) رحلة إلى بلاد نجد للمؤلفة الليدي آن بلنت.
(٧) رحلة إلى بلاد نجد للمؤلفة الليدي آن بلنت.
(٨) الفاخري.
(٩) قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>