للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسباب نزوح المضابرة من ديار بني رشيد إلى أبانات (١):

هناك عدة أقاويل في أسباب نزوح المضابرة نورد منها قولان الأقرب للصواب القول الأول: أن رجلًا من المضابرة ورجلًا من القعابيب يملكون معسلة (٢) وبينهما اتفاق واختلفوا وقتل المضيبري القعبوبي.

القول الثاني: وهو القول الذي رجحه الباحث في تاريخ المضابرة سليم بن سالم بن شقاما المضيبري وهو أنه غزا المضابرة والتعابيب والنوامسة وبعد العودة من الغزو اقتسموا الغنايم بينهم، طلب ابن نومس العزل على المضابرة ولكنهم رفضوا العزل وقالوا ليس لك علينا عزل، وأشار ابن نومس إلى أحد إبل المضابرة وقال: هذه الناقة في وجيهكم يالقعابيب حتى نخلص من عند القاضي، ولكن المضابرة استاقوا الناقة، فقرر النوامسة والقعابيب أن يصبِّحوا المضابرة على حين غرة ويقتصوا منهم، فسمعت سُلمى بنت عامر أخت بدوي ما يدور بينهم وكانت زوجة لابن راحم القعبوبي -وكانت نفساء حزمت بطنها عن ألم النفاس- فذهبت إلى أهلها وأخبرتهم من ليلتها واستعدوا للحرب ثم توجهوا إلى جبل صغير يقال له ضليع ضال وبعد المعركة سُمي ضليع الرجاجيل، وقبل طلوع الشمس أجهزوا على المضابرة وعندما علموا أن المصابرة مستعدين للحرب طلبوا من فرج بن شقاما أن يفاوضهم حتى يصطلحوا وأقسموا بالله بأن لا يقاتلوه، وبعد ما نزل فرج بن شقاما بدون سلاحه أطلقوا عليه النار وقتلوه، وقال عيد بن راحم القعبوبي: (شوق امشعشعت الزميم عيد اليا طاح أمير القوم ماتت نارهم) كان بقية المضابرة مستعدين ودارت المعركة بين الطرفين قتل من التعابيب سبعة رجال وقيل ثمانية وقيل أكثر من ذلك وانتصر المضابرة في هذه المعركة وتوجه المضابرة بعد المعركة إلى أحد أعيان المهامزة (الحشية)


(١) رواها لنا الأخ الباحث النشيط المكرم / محمد عايد بن شقاما من مضابرة أبانات ومن رواة آخرين من المضابرة بالبحث الميداني، وقد زرت أبانات في شهر فبراير ٢٠٠٩ وأعجبت أيها إعجاب بجبلي أبان الأسمر والأحمر وما في سفوحها من نخيل وزروع ولكثرة القرى المحيطة وسكانها من المضابرة من بني رشيد العبسيين.
(٢) معسلة: خاصة بجني العسل من الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>