للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد انتقلت قبيلة أولاد علي في صحراء مصر الغربية وتسكن من السلوم حتى الإسكندرية، ولها فخوذ في الوجه البحري وشمال الصعيد وسنوضح عنهم، والسبب الرئيسي من انتقال أولاد علي من برقة شرق ليبيا إلى مصر هو النزاع المسلح الذي نشأ بينهم وبين العبيدات (الحرابي) منذ ما يزيد على ثلاثة قرون، وقد أخذت العبيدات ديار أولاد علي إخوتهم في برقة بعد رحيلهم، وكلا العنصرين كما أسلفنا من عقَّار بن ذئاب.

[توضيح عن الدراونة]

النسبة راجعة إلى مدينة درنة شرقي الجبل الأخضر على شط البحر المتوسط (إقليم برقة) شرق ليبيا، ويقيم في درنة ثلاث قبائل هي مصراتة - تاجوراء - زليطن، وكل هذه القبائل منسوبة لأسماء مدن ليبية وهناك قبائل كثيرة نزلت مصر من ليبيا نسبت إلى مدن أو بلاد ليبية أشهرها في مصر الآن قبيلة ترهونة، وترهونة بلدة أو مدينة قرب طرابلس (شرقها) من ناحية الجنوب، وكان يقيم في مدينة درنة قبل ثلاثة قرون قبيلة أولاد علي والعبيدات (الحرابي) وبعض المهاجرين العرب المسلمين الفارين من البطش الإرهابي من الإسبان في الأندلس، وبعد نهاية الحرب التي كانت قائمة بين العبيدات وأولاد علي بعد أن حسم الموقف حبيب بيك العبيدي بإرسال تجريدة عسكرية قوية لمساعدة العبيدات أقاربه ضد أولاد علي وإخراجهم من الجبل الأخضر والبُطنان، وطلب زعماء قبائل مصراتة وزليطن وتاجوراء من حبيب العُبيدي أن يسمح لرجال الحملة أو التجريدة (العثمانية)


= على العرب من قبل الإسبان والبرتغال ومن عاونهم من الإفرنجة للقضاء على الإسلام في تلك البلاد، وقد هرب صنقر بمركب إلى ليبيا، وقد غرقت وتحطمت المراكب عند سواحل برقة وتمكن الأعراب من إنقاذه، ثم تربى عند علي بن عقَّار (كان ذلك في أرائل القرن التاسع الهجري) كما يقول الرواة، وقد تزوج بابنته خديجة وعقب عليوة فتربى الطفل في كنف جده ثم تبناه خاله علي بن علي الشهير (بالأبيض)، وقد قال الرواة أن صنقر قد تعلم في أوروبا وعاد يرتدي ملابس الغرب فسمي (بوبرنيطة)!.
قلت: وقول الرواة هنا أن عليا جد القبيلة كان في أوائل القرن التاسع الهجري يؤكد أن القبيلة تكونت بعد موت ابن خلدون والقلقشندي بفترة كبيرة بدليل أن كليهما لم يذكرا اسم العادي كبطن من سُلَيْم في برقة، وقد ذكر ابن خلدون في تاريخه أن أبا الليل كان معاصرًا في منتصف القرن الثامن أو عام ٧٤ هـ في تونس الخضراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>