للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتفق محمد وقيس ابنا خُزَاعي في الانتساب إلى محارب بن مُرّة بن هلال، ومحارب - كما يبدو - أخو الأوقص، وهما ابنا مُرّة بن هلال بن فالج، كما يتفق في هذه السلسلة من النسب كلّ من البطلين: عُمير بن الحباب، والجحَّاف بن حكيم السُّلَميين، إلَّا أن خُزَاعي بن محارب هو الجد الرابع للجحَّاف، ومحاربًا هو الجد الرابع في عمود نسب عمير (١).

الضحَّاك بن عبد الله السُّلَمي

كان الضحَّاك بن عبد الله السُّلَمي رئيس بني سُلَيْم، حينما كان العباس بن مِرْدَاس وخُفاف بن ندية السُّلَميان يتلاحيان ويتقاتلان بعد ما حَمِيَ وطيس الهجاء بينهما، وقد جَرَّا معهما قبيلة بني سُلَيْم إلى التعادي والتقاتل، وقد تألم الضحَّاك من هذه الحرب الأهلية فأسدى لهما النصح بمجانية ما هما عليه، إبقاءً لمكانة القبيلة وصونًا لوحدتها وقوتها، فما أصغيا لنصحه ولَجَّا في الخصام، وكثرت القتلى في سُلَيْم، وحينئذ خلعتهما بنو سُلَيْم (٢).

مُجاشع السُّلَمي

قدمنا له ترجمة في فصل: (صحابة من بني سُلَيْم)؛ لأنه من صحابة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونحن هنا نأتي بموجز من ترجمة حياته الإدارية والحربية والاجتماعية، فقد ولي إمارة البصرة نيابة عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنهما، وفي أثناء إمارته على البصرة نيابة عن المغيرة بن شعبة عاملها الأصيل من قِبَلِ عمر بن الخطاب انتهز الفرصة فغزا كابل بأفغانستان، وصالحه صاحبها "الأصبهبذ"، وكان على يديه فتح حِصْن أبرويز بفارس، وكان في يوم الجمل مع أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها، أميرًا على كتيبة بني سُلَيْم، وقد قُتل في ذلك اليوم قبل الوقعة، ودفن نداره في بني سدوس بالبصرة.

وكان مُجاشع من الأجواد، وفد عليه الفارس والشاعر الشهير عمرو بن مَعْدِ كَرْب المرادي من مَذْحِج القحطانية، وهو في البصرة، فأعطاه عشرة آلاف درهم وفرسًا وسيفًا ودرعًا (٣)، وقال لعمرو بن مَعْد كرب حينما وفد عليه: "اذكر


(١) راجع جمهرة أنساب العرب - لابن حزم، بحث سُلَيْم بن منصور، ص ٢٦٤.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - للدكتور جواد علي، ص ٢٥٨، الجزء الرابع.
(٣) الأعلام - للأستاذ خير الدين الزركلي، ص ١٦٠، الجزء السادس، الطبعة الثالثة في بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>