للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم، وسار معاوية في جنده حتى نزل على أهل قيسارية وعليهم أبني، فهزمه وحصره في قيسارية، ثم إنهم جعلوا يزاحفونه، وجعلوا لا يزاحفونه من مُرّة إلَّا هزمهم وردهم إلى حصنهم، ثم زاحفره آخر ذلك وخرجوا من صياصيهم فاقتتلوا في حفيظة واستماتة فبلغت قتلاهم ثمانين ألفًا وكملها في هزيمتهم مائة ألف، وبعث عبد الله الفراسي وزهير بن الحلاب الخثعمي، وأمرهما أن يتبعاهما ويسبقاهما، فلحقاهما فطوياهما وهما نائمان" (١)، قتل مع حجر بن عبديّ بمرج عذراء سنة ٥٣ هـ.

ك عب بن أبي كعب الخثعمي

كان من فرسان خَثْعم وقوادها المشهورين، ولكن لَمْ تسعفنا مصادر التاريخ عن حياته ووفاته بشيء إلَّا ما ذكره الطبري في تاريخه، فقد كان من أنصار ابن مطيع في الكوفة مما جعله يبعثه إلى جبانة ويطلب منه أن يكفيه شر قومه من الخروج مع المختار. قال الطبري: "خرج أبو عثمان النهدي فنادى في شاكر وهم مجتمعون في دورهم، يخافون أن يظهروا في الميدان لقرب كعب بن أبي كعب الخثعمي منهم وكان كعب في جبانة بشر، فلما بلغه أن شاكرا تخرج جاء يسير حتى نزل الميدان، وأخذ عليهم بأفواه سككهم وطرقهم، قال: فلما أتاهم أبو عثمان النهدي في عصابة من أصحابه نادى: يالثارات الحسين! فخرجوا من الدور يتداعون ثم ضاربوا كعب بن أبي كعب حتى خلى لهم الطريق فأقبلوا إلى المختار حتى نزلوا معه في عسكره، وخرج عبد الله بن قراد الخثعمي في جماعة من خَثْعم نحو المائتين حتى لحق المختار، فنزلوا معه في عسكره، وقد كان عرض له كعب بن أبي كعب فصافه، فلما عرفهم ورأى أنهم قومه خلى عنهم، ولم يقاتلهم" (٢).

ولما ثار أهل الكوفة على المختار وسئموا من حكمه اجتمع أعيانهم ودخلوا على كعب بن أبي كعب وطلبوا منه الخروج معهم لقتال المختار فأجابهم لذلك وخرج في جبانة بشر (٣).


(١) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٣، ص ٦٠٤.
(٢) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٦، ص ٢٣.
(٣) المصدر نفسه، ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>