من دريد بن الأثبج، وماضي بن مقرب من قرة، وسلامة بن رزق من كرفة، وشبانة بن الأحيمر وأخوه صليصل من بني عطية من كرفة، وذياب بن غانم من بني ثور، ومؤنس بن يحيى من مرداس رياح لا مرداس سُلَيْم، وزيد بن زيدان من الضحاك، ومليحان بن عباس (وفي نسخة ثليجان بن عابس) من حِمْيَر، وزيد العجاج بن فاضل ويزعمون أنه مات بالحجاز قبيل دخول إفريقيا، وفارس بن أبي الغيث وأخوه عامر (وفي نسخة عابد) والفضل بن أبي على ينسبونهم في مرداس رياح كل هؤلاء يذكرون في أشعارهم، وكان ذياب بن غانم رائدهم في دخول إفريقيا ويسمونه لذلك أبا مخيبر، وشعوبهم لذلك العهد - كما نقلنا - هم زغبة ورياح والأثبج وقرة وكلهم من هلال بن عامر وربما ذكر فيهم بنو عدي، ولم نقف على أخبارهم، وليس لهم لهذا العهد حي معروف فلعلهم دثروا وتلاشوا وافترقوا في القبائل" اهـ.
[الهلاليون ومواطنهم بالجزائر]
العرب المستوطنون بالجزائر إنما هم الهلاليون وأحلافهم، أما سُلَيْم فإنما تقدمت منهم قبيلة عوف في أواخر القرن الثامن من تونس إلى ناحية عنابة، وأحلاف الهلاليين هم عرب المعقل وأحياء من فزارة وأشجع من بطون غطفان، وجُشَم بن معاوية بن بكر بن هوازن، وسلول بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وعمرة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وفي بعض نسخ ابن خلدون عترة بالتاء بدل الميم، وثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة، وعدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر، وطرود بطن من فهم بن قيس عيلان.
هذا ما ذكره ابن خلدون، ولم يعتن بأخبار غير المعقل منهم، وعد باقيهم مندرجين في هلال، وفي الأثبج منهم خصوصًا، نعم طرود لم يزالوا معروفين باسمهم ودخلوا أرض سوف بعد ابن خلدون، ونقل كاريت عن ابن الرقيق أن السكاكين فيمن دخل مع الهلاليين، وسكون بطن من كندة إحدى القبائل اليمنية.
ولما أخذ ابن خلدون في شرح أحوال هؤلاء العرب قال: "ونخص منهم بالذكر من كان لهذا العهد بحية وناجعته، ونطري ذكر من انقرض منهم" اهـ.