للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة ونفوهم عنها، ثم قاتلوا بعد ذلك خَثْعم أيضًا، فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جذعة أحد بني أفصي، وهو يذكر ثابرا وإخراجهم إياهم من مساكنهم ويفتخر بذلك وبإجلائهم خَثْعم:

ونحن أزحنا ثابرا عن بلادهم … وحلي أبحناها فنحن أسودها

إذا سنة طالت وطال طوالها … وأقحط عنها القطر وأسود عودها

وُجِدْنا سراة لا يُحَوَّل ضيفنا … إذا خُطَّة تعيا بقوم نكيدها

ونحن نفينا خثعما عن بلادها … تُقَتَّل حتى عاد مولى شريدها

فريقين: فرق باليمامة منهم … وفرق بخيف الخيل تتردى خدودها

وهذه القبيلة وأختها بُجيلة من أقدم من سكن السراة، قال العملس القحافي الشهِرّاني الخثعمي مفتخرا بذلك:

نحن الذين ورثنا الطود عن إرم … أيام أحمس وافاه بأنمار

أيام حِمْيَر تعلو نار عزتها … ما أوقد النّاس في الآفاق من نار

أيام كهلان قومي ضابطين لهم … ما ضمت الأرض من بدو وأمصار

تجبى إليهم إتاوات البلاد ولا … يعصيهم من مقيم لا ولا ساري

فتلك آثار آبائي بمأرب لا … يفوقها اليوم من رسم وآثار (١)

[٣ - أيامهم وبني عامر]

نظرا لكثرة الفروع العامرية ومجاورتها لقبائل خَثْعم في الديار والمنازل، فقد كثرت بينهم الأيام والحروب ولكن ما حفظته كتب التاريخ قليل جدًّا، ومن هذه الأيام:

- يوم بضيع: قال البكري (٢): يوم فيف الريح ويوم الأجشر ويوم بضيع مواضع متصلة، وهذا اليوم أي يوم فيف الريح جر يوم العرقوب، وهو من ديار خَثْعم، قال أبو داود الرؤاسي:

ونحن أهل بضيع يوم واجهنا … جيش الحصين طِلَاعَ الحائف الكَزِم.


(١) الهجري "التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج ٢، ص ٧٧١.
(٢) معجم ما استعجم، ج ٢، ص ١٠٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>