للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنداح أمامك الصحراء، فلا تبصر لها نهاية فلا ترى إلا أشجار السلم والسمر، وتحدبات الصحراء التي تظهر أمامك واحدا بعد آخر، حتى إذا سرت من ليلى مقربة عشرين كيلو متر جزت وادي الغيل.

[وادي الغيل]

من الأودية الكبيرة ذات الروافد العديدة، وهو ينجذب من مرتفعات جبال طريق ومن أوديته، وروافده الكبرى تلتقي به وتتحد معه بعد خروجه من الجبال وانحداره مع الصحراء صوب الشرق، وفي أعلاه قريتان عامرتان إحداهما تسمى الغيل والأخرى تدعى ستارة، وأهم روافده وادي المرا ووادي العرس ووادي حراضة.

[وادي حراضة]

يطلق هذا الاسم على الوادي وعلى قرية في أعلاه عامرة، وبعد أن يتحد مع وادي الغيل وروافده الكبرى يمر بقرية وسيلة الواقعة شرقا من الطريق، ثم تجور هذا الوادي فترى أن جغرافية الصحراء بدأ فيها تغير يسير، فنشأ هذا المراعي الجيدة حيث يتوفر العرفج والثمام والحمضي وأنواع من الحشائش والأعشاب، وتمر بين حين وآخر برياض فسيحة؛ تفصل بينها تلال وسنفان سوداء، وتحف من حولها صحاري دمنة كثيرة الحشائش طيبة المراعي حتى تجوز وادي شطاب.

[وادي شطاب]

على بعد (٤٥) كيلو مترا من مدينة ليلى تقريبا نجوز هذا الوادي وهو من أعظم الأودية التي تمر بها في هذا الطريق وأعمقها وأطولها مجرى، ينحدر من مرتفعات طريق الغربية ويفري متنه ثم يفري هذه الصحراء، مزدحم بنبات الشبرم والعشر والثمام والحرمل وأنواع الحشائش، وقد أقيم عليه جسر عظيم لعبور الطريق، وهو يعتبر الفاصل بين بلاد اليمامة وبلاد الأفلاج في تاريخها القديم.

وبعد أن تجوز هذا الوادي تنداح الصحراء أمامك ويمينك وشمالك فلا ترى لها حدودا ولا تبصر فيها أعلاما أو معالم، وبعد أن يتقدم بك الطريق مسافة نائية

<<  <  ج: ص:  >  >>