للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كتابًا فيه شرائع الإسلام، وأتوا أبي بن كعب فعلمهم قرآنا، وأجازهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما يجيز الوفد، ثم انصرفوا.

٣ - ولمسلمي قبيلتي زهران وغامد، مواقف مشرفة، سواء في عهد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أو بعده، ولا يتسع المجال لتفصيل تلك المواقف، وحسب القارئ أن يلم إلمامه موجزة بطرف من أخبار مشاهير هاتين القبيلتين، بما سنسرده من تراجم بعضهم:

[فمن الصحابة والتابعين]

١ - أبو ظبيان الأعرج الغامدي، واسمه عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم، معروف بكنيته قال ابن الكلبي والطبري: وفد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكتب له كتابًا، وهو صاحب راية غامد يوم القادسية، وهو القائل:

أنا أبو ظبيان كير المكذبَه … أبي أبو العنقا، وخالي اللهبه

أكرم من يعلم بين ثعلبة

قال ابن حجرة واستبعد أن يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يغير اسمه (١).

وقال ابن سعد: أدرك عمر بن الخطاب (٢):

وقال ابن دريد (٣): كان فارسًا شاعرًا، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، وكان كثير الغارة.

وكان أبو ظبيان مضطجعًا بالعقيق فلم ينبهه إلا حصيدة القحافي عن خثعم، يقود جيشًا، وقوم أبي ظبيان بهضبة الأمعز، فركب فرسه ولم يأت قومه، ولم يعرج حتى طعن حصيدة فقتله.

ويقال: إنه مشى إلى الأسد فقتله وأنشد:

فسلوهُم بالقاعِ كيف بُدَاهَتي … وسلوهُمُ عني بلَوْذِ الأسْوَدِ

جَرُّوا حُصَيدة بعدما أدميته … بالرمح، مثل الطائر القَشِب الرَّدِي

قد صَدَّني عنه الرماحُ وأُسْرَةٌ … تحنو عليه، وأسْرَتي لم تَشْهَدِ


(١) "الإصابة" - ٥٢٣٨ - .
(٢) "الطبقات" ١/ ٢٨٠.
(٣) "الاشتقاق" ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>