وأبقوا عنده حلالهم وعوائلهم وتوجهوا إلى أبانات (١) واستقروا بها وبعد الاستقرار أتوا بعوائلهم ولحق بهم بقية المضابرة ويوجد بقية لهم ما زالت موجودة حتى الآن في حرَّة بني رشيد مجاورين لأبناء عمومتهم العوامرة.
[تاريخ حدوث المشكلة بين المصابرة وعشيرة القعابيب]
تاريخ حدوث هذه المشكلة غير معروف ولكن وجدت ورقة مؤرخة عام ١٢٣٣ هـ باسم سليم بن عايد بن فرج كتبها مجول بن دهيم العلوي العربي وهي عبارة عن ورقة صلح بين الطرفين وفي المقارنة بين الفترة التي بين سليم وفرج اتضح لنا أن للمشكلة أكثر من ٣٠٠ سنة.
[غزوة ابن رشيد أمير حائل للمضابرة]
توجه ابن رشيد إلى المصابرة مصممًا على تأديبهم وأخذ أموالهم وفي طريقه قبض على عبد الله الجميل العلوي العربي وهو نازل بين جبل الحضر قرب الفوَّارة وجلَّ وقط وحدد له هذا الأسير منازل المضابرة قرب هضاب محيوة على ضفة وادي الرَّمة من الجنوب بين أبان الأسمر والأحمر، سري ابن رشيد من ليلته واتجه إلى أبان الأسمر وفي نيته أن يبيت هناك ولكن الأسير سنحت له الفرصة وهرب إلى النبهانية واتجه إلى مرزوق بن علي المضيبري وأبلغه أن ابن رشيد غازيًا على المصابرة وكان إخباره له في وقت متأخر من الليل فسري مرزوق من ليلته وأخبر المضابرة وأنذرهم، تشاوروا على عجل واستعدوا للمعركة وكانت الخطة كالآتي:
١ - يبدأ القتال على شكل مجموعات.
٢ - بعض من المجموعات تلتف خلف العدو حتى يتم إرباكه.
(١) قلت: وروى لي غير واحد أن الجلوية من المضابرة نزلوا في أبان وتكاثروا فيها. هذا خلاف ما ذكره الأخ رباح مبارك مذكر الرشيدي في كتاب "قبيلة الرشايدة" أن الرشايدة أزاحوا عَنَزة من أبانات وهذا ليس صحيحًا وغير مطابق للواقع لأن عند نزوح قوم ابن هذال من عنزة للعراق كان المضابرة من بني رشيد وقتئذ لا يزالون بالحرَّة وذكر الرواة منهم أنهم فضلوا أبانات لأنَّها من ديار أسلافهم عبس قديمًا.