وذلك لفترة طويلة استمرت طيلة حكمهم الذي دام حوالي قرن من الزمن عام ١٢٥٠ - ١٣٤٠ هـ/ ١٨٣٤ - ١٩٢١ م ولم يكتفوا بقيادة قوافل الحجاج بل صارت لهم الغلبة في نقل المتاجر وسيطروا عليها، سواء قاموا بذلك بأنفسهم أو وكلوا ذلك إلى من ينيبونهم عنهم لأداء هذه المهمة، غير أن الأمر لم يدم دون منغصات، ففي فترة الحرب العالمية الأولى ١٣٣٣ - ١٣٣٧ هـ/ ١٩١٤ - ١٩١٨ م قاسى عقيلات شمَّر أكثر من عقيلات القصيم من مشاكل هذه الحرب حيث حاول البريطانيون منع سلع العراق من الوصول إلى المنطقة التي أعلنت انحيازها للعثمانيين وحرضت بعض قبائل عنزة كيلا يتركوا القوافل الشمَّرية تمر من الشام باتجاه حائل بسلام وذلك بعرقلة مسيرها أو محاولة الاستيلاء عليها في هذا الوقت الذي تدخلت الدول الكبرى يومذاك ومنها بريطانيا وفرنسا اللتان كان لهما مطامعهما الاستعمارية في المنطقة، عن هذه النقطة بدأت الكفة تميل شيئًا فشيئًا لصالح عقيلات منطقة القصيم حتى حصلوا على نصيب الأسد من هذه المهنة فرجحت كفتهم حتى انتهى دور العقيلات نهائيًا عام ١٣٧٠ هـ/ ١٩٥٠ م.
ثانيًا: مهمات العقيلات
[١ - التجارة بالخيول والإبل]
كانت الجزيرة العربية منذ القدم مصدرًا رئيسيًّا للثروة الحيوانية الجيدة من الإبل والخيل والأغنام، وذلك لطيب مراعيها، وجودة السلالات المتواجدة فيها، وكما كانت مصدرًا للطاقة البشرية من الجنس العربي منذ قرون سحيقة إلى منطقة الهلال الخصيب والشمال الأفريقي تدفع بزخات متتابعة من الطاقة البشرية بهجرات متقاربة أحيانًا ومتباعدة أحيانًا أخرى، كلما امتلأت أفرغت ما فيها، فهي كانت مصدرًا للحيوانات التي ألفها الإنسان العربي، فالجواد العربي الأصيل وكرائم نجائب الإبل العربية بالإضافة إلى الضأن النجدية الجليلة من هذه الجزيرة كانت تخرج السلالات الممتازة إلى منطقة الهلال الخصيب العراق - سوريا - مصر والشمال الأفريقي وكان الذي يقوم بتصدير هذه الحيوانات هم العقيلات، وتأتي الإبل في المرتبة الأولى وذلك لكثرتها وكثافة أعدادها، تليها بالدرجة الثانية الخيول وذلك لعزتها وسمو مكانتها عند أصحابها، سيما وأنها قلعة العربي كما هو