للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ك) سنة ٩٦٧ هـ تناوخ الدواسر وآل مغيرة وآل كثير في العرمة أيام الربيع ومع آل مغيرة وآل كثير سُبيع وأقاموا في مناخهم نحو خمسة عشر يومًا يراوحون القتال ويغادونه طرادًا على الخيل، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض وحصل بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على الدواسر وغنم منهم آل مغيرة وأتباعهم غنائم كثيرة وقتل من الفريقين عدة رجال (١)، إلى غير ذلك من المعارك التي تؤيد قوة هذا الفخذ سابقًا والذي لم يبق منه إلا بيوتًا قليلة مع الظفير الآن.

[البطن الثاني من أقسام قبيلة الظفير (الصمدة)]

هذا هو القسم الثاني والكبير من أقسام قبيلة الظفير، وهذا القسم مشيخة الكافة فيه لآل (أبا ذراع - آل غاف) وهو شوكة الظفير، والنسبة إليه (صميدي) ولقد كان لهذا القسم معارك خاصة به دون باقي قبيلة الظفير نرى ذلك من الآتي:

(أ) ذكر الشريف العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ما نصه:

في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شعبان من سنة ١٠٨٠ هـ ورد خبر وقعة مولانا السيد حمود مع ظفير القبيلة المعروفة بنجد، وسبب وقعة ظفير أنه انضم إلى جهامة مولانا السيد حمود قبيلة من ظفير يقال لهم (الصمدة) ثم انضم إليه شيخهم الأكبر مع جماعته الأدنين وعصبته الأقوين وكان محبًّا للسيد حمود بمنزلة العين للإنسان والإنسان للعين وهو ذو شهامة وصرامة، يعرف بابن مرشد سلامة، فوقع من جماعته جُرم اقتضى أن يؤاخذوا بما هو المعتاد للنموي (٢) علهم في مثله وهو أخذ الشعثاء والنعامة وهي (خيار أوائل الأباعر وخيار تواليها) فلم يرضوا بذلك وقالوا هو جور وحيف وليس عندنا دون ذلك إلا حد السيف، فأشار سلامة المذكور إلى مولانا السيد حمود وقال له: اربطني ولست في ذلك بملام فوالله لتأخذن ما تريد على التمام، فقال: كلا والله لا أربطنك ونخوة آبائي الكرام، فذهب سلامه إلى قومه وقد تهيأوا للقتال والنضال، وتهيأ كذلك مولانا السيد حمود ومن معه من بني عمِّه ومن الصمدة وعدوان، فانخزلت الطائفة من الصمدة وولت ناجيه) (٣).


(١) تحفة المشتاق.
(٢) النموي نسبة للضريبة التي يأخذها الشريف أبي نمي.
(٣) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي لعبد الملك بن حسين العصامي المكي ج ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>