للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشارح: أبيدة أرض خَثْعم ويريد أنس بن مدرك الخثعمي (١)، وهذا يعني أنهم قاتلوا قبائل خَثْعم وانتصروا عليهم.

وقوله:

يا لهفي على ماضل سعيي … وسيري في الهواجر ما أقيل

فإن الحي خَثْعم أحرزتهم … رماحهم وتنذرهم سلول

بمخرجنا فلا يخفى عليهم … ويأتيهم بعورتنا الدليل

ولو أني أطعت لكان مني … لمدرك أكلب يوم طويل (٢)

فهو يتلهف لأنَّ قومه لَمْ يطيعوه فلم يكن النصر حليفه ومدرك أكلب الوارد في النص هو أبو أنس بن مدرك الأكلبي فارس خَثْعم وسيدها في الجاهلية والإسلام، ومضمون القصيدة يوحي بأن عامر بن الطفيل أغار بقومه على قبائل خَثْعم فهزمتهم فأخذ يلوم قومه.

ويقول أيضًا:

وبالكور إذ ثابت حلائب جعفر … إليكم وجاءت خَثْعم للتحاشد

لينتزعوا علقاتنا ثم يرتعوا … فاردت قناني منهم كل ماجد

فهو يذكر ما دار بينه وبين القوم ويعدد أفعاله وبلاءه في الحروب ردا على من ينكرون فضله ولم ينزلوه منزلته.

٤ - غزوة خَثْعم لقبيلة ثَقِيف

قال صاحب الأغاني (٣): "جمعت خَثْعم جموعا من اليمن وغزت ثقيفًا بالطائف فخرج إليهم غيلان بن سَلَمَة في ثَقِيف فقاتلهم قتالا شديدًا فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر عدة منهم وقال في ذلك:

ألا يا أخت خَثْعم خبرينا … بأي بلاء قوم تفخرينا

جلبنا الخيل من أكناف وج … ولبت نحوكم بالدار عينا"


(١) البكري "معجم ما استعجم"، ج ١، ص ١٠٣.
(٢) الديوان، ص ٩٨.
(٣) أبو الفرج الأصفهاني، ج ١٢، ص ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>