وهذه القبائل لم يكن اسمها هذا هو الذي يجمعها، وإنما هي في الحقيقة تسمية حادثة أطلقت على مجموع من قبائل شمَّر كانت قد تابعت الصديد لما أن حارب الجرباء أو نارعها، فمن صار في جهة الصديد، أو تبعه وأجاب نداءه أطلق عليه الصائح، ومن مال إلى الجرباء وتابع رؤساءها عدّ من الجرباء.
وكانت بينهم الخصومات مشتعلة فلا يريدون أن يرضخوا لمطالب الجرباء وأساس الصديد منهم، ومما قيل في ذلك:
لو جيت أبو فرحان كله عبرنا … جزاعة ما ندعي العرض ينداس
ولو ترجب الروام كله باثرنا … لا بد لنا يصفوك من هزة الراس
وحنا على حرابة جدودك صبرنا … ما هي منك وجاي يا ذيب المزاس
كبل الجزيرة يوم نجد ديرنا … وامواتنا فيها تطارد علي فراس
يصفوك والله ما نخلي سكرنا … كود الجزيرة خالية ما بها أو ناس
ان جان المحزم شبر وحنا ذرعنا … رمي المدرع من كديم لنا ساس