متفرقي، منهم من كان مقيمًا في منطقة الصبيحية، وبعضهم بمنطقة الوفرة، وآخرون بمنطقة مَلَح، وتبعد منطقة مَلَح عن مدينة الكويت حوالي ٢٥ كم، أما المسافة بين الصبيحية وملح فهي حوالي ١٥ كم.
وكانت الغارة الليلية الأولى على العجمان الذين يقيمون في منطقة الوفرة، وبعد أن انتصر الأمير عبد الله عليهم، توجه هو ومن معه إلى منطقة الصبيحية، وانتصر عليهم أيضًا، ثم توجه إلى منطقة مَلَح، وكان راكان بن فلاح بن حثلين نازلًا فيها، فجمع بقايا العجمان وأخذ كافة الاستعدادات لمواجهة فرسان الأمير عبد الله، ودارت معركلة طويلة وضارية بين الفريقين، وكان النصر في هذه المعركة أيضًا للأمير عبد الله.
وكانت خسائر العجمان تقدر بنحو سبعمائة قتيل، وكانت أهم أسباب الهزيمة تعود إلى قلة عدد فرسان العجمان بالنسبة لعدد فرسان الأمير عبد الله، بالإضافة إلى ذلك لم يكن لدى العجمان الوقت الكاف للاستعداد والقتال الذي اعتمد على عنصر المباغتة، فضلًا عن تشتت العجمان في عدة مناطق متفرقة، وبالإضافة إلى كل هذه الاعتبارات فإن توقيت المعركة كان في اليوم السابع من شهر رمضان عام ١٢٧٦ هـ الموافق ١٨٥٩ م.
[معركة الطبعة ١٢٧٧ هـ -١٨٦٠ م]
في سنة ١٢٧٧ هـ - الموافق ١٨٦٠ م، تحالفت قبيلة العجمان مع قبائل "المنتفق" وهي تجمُّع قَبَلي في جنوب العراق، على نهب القوافل في طرق نجد والإحساء، وعلى أثر ذلك روعوا أهل البصرة والزبير والكويت، فأمر الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن عبد الله بالاستعداد لقتالهم.
وجمع عبد الله رعاياه من الحاضرة والبادية، وخرج في شهر شعبان عام ١٢٧٧ هـ الموافق ١٨٦٠ م، قاصدًا قبيلة العجمان وهم في منطقة الجهراء التي تبعد عن مدينة الكويت حوالي ٢٥ كم، والتقى الفريقان في مكان قريب من البحر يسمى "خويسات" ودارت المعركة بينهما، واضطر العجمان للتراجع تجاه البحر،