نظرًا لضغط فريق عبد الله الفيصل عليهم، مما جعل دريق العجمان يتراجعون حتى نشبت أرجل جيادهم في الطين والرمل، مما أعاق حركة فرسان العجمان، ولما رأى راكان بن فلاح بن حثلين شيخ القبيلة أن هزيمتهم أصبحت حتمية، بسبب حصارهم في موقع خطير، حيث أصبح البحر خلفهم والعدو أمامهم، هنا صرخ راكان في جماعته بهذه الأبيات، وهو على ظهر فرسه.
ياسابقي ما من مطير … جمعين والثالث بحر
والله لا بوج لها الطريق … لعيون براق النحر
واخترق صفوف المقاتلين بمهارة واقتدار، ونجا هو ومن تبعه، وكانت خسائر العجمان من القتلى كثيرة في هذه المعركة؛ ولذلك سميت بمعركة "الطبعة"، وبعد الانتصار الذي حققه الأمير عبد الله بن فيصل على العجمان، قام وهو في مكان المعركة بتقسيم الغنائم (١).
أما العجمان فمن سلم منهم فقد رحل إلى نجران، وأما راكان بن حثلين فقد رحل إلى البحرين، وبقى لاجئًا عند آل خليفة، ومن آخباره هناك، أن أحد مشايخ الخليج طلب حصان الفارس حمد العوامي الهاجري؛ وكان مشهورًا بالجري السريع، فاعتذر وقال قصيدته بهذه المناسبة، ذكر فيها انتصاره على راكان في إحدى المعارك، وكان راكان حاضرًا فصدق له.
قال حمد العوامي الهاجري
ثم أنشدوا راكان يوم التقاني … يوم التقينا واقفت الخيل عرجود
واستمرت إقامة راكان في البحرين حوالي ست سنوات، من عام ١٢٧٧ هـ الموافق ١٨٦٠ م وحتى عام ١٢٨٣ هـ الموافق ١٨٦٦ م، ثم عاد إلى الإحساء بعد اعتذاره لعبد الله الفيصل الذي سمح له بالعودة.
(١) تحفة المستفيد - محمد بن عبد الله الإحسائي، ص ١٦٠