للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى أن يقول:

حنا حرائبنا بني عثمان (١) … وشهودنا ولد الشريف (٢)

وعرجاء هذه في ديار عتيبة قرب الدوادمي.

[بيوت حرب]

تمتد ديار حرب كما قدمنا في الفصل الثاني من مر الظهران قرب مكة إلى ما وراء القصيم على شكل زاوية رأسها في وادي الحمض غرب المدينة، ويبلغ طول هذه المساحة (١١٠) كم بعرض يتراوح بين (٣٠) و (١٠٠) كم، أي أن مساحة سكناهم تبلغ (١٦٥٠٠٠) كم مربع. ولا يقل عددهم عن أربعمائة ألف نسمة على أقل تقدير ولهم مدن وقرى عديدة.

وقبيلة هذه ديارها وهذا عددها لا بد أن يظهر فيها رجال ممتازون، وصفة الميزة في الرجال تتأثر بما هو سائد في زمانهم، فإن كان الزمان زمان حرب وطعان خرج فيه الشجعان، وإن كان زمان علم وأمن خرج فيه العلماء والحكماء. وقد قضت قبيلة حرب أكثر من ألف ومائتي سنة في الحرب والطعان، لذا ظهرت فيها بيوت إمارة تتفاوت بتفاوت قوة قبائلها الخاصة، والزمان الذي وجدت هذه البيوت فيه، ومدى قوة شخصية أمرائها.

ولما أن قبيلة حرب عاشت معظم عمرها بين مكة والمدينة حيث يكون ثقل الدولة يبلغ ضغطًا هائلًا فإنه كان لا بد من حدود تصل إليها هذه الإمارات ثم تقف، ولو أن هذه القبيلة وهؤلاء الأمراء نشأوا في مكان ناءٍ كشمَّر أو بني خالد لمثلت دورًا أكبر وأهم، غير أن موقعها هذا عوض عليها بدلًا من ذلك رخاء في


(١) الدولة العثمانية.
(٢) الأشراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>