للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه قال: كنت عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومنشد ينشد قول سُويد بن عامر المصطلقي:

لا تَأمَنَنَّ وإنْ أَمسَيتَ فِي حَرَمٍ … إنَّ المَنَايَا بجَنْبَيْ كُلِّ إِنْسَانِ (١)

وَاسْلُك طَرِيقَكَ تَمْشِي غَيْرَ مُخْتَشعٍ … حَتَّى تُلاقَي ما يَمْنِي لَك المَانِي (٢)

وَكُلُّ ذي صَاحبِ يَوْمًا مُفَارقُهُ … وكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيتَهُ فَاني (٣)

وَالخَيَرُ والشَّرُ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنِ … بِكُلِّ ذَلِكَ يَأتِيكَ الجَدِيدَانِ (٤)

فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لو أدرك هذا الإسلام لأَسلم، قال: فبكى أبي، فقلت: يا أبت، أتبكي لمشرك مات في الجاهلية؟! فقال: يا بني واللَّه ما رأيت مشركًا خيرًا من سويد بن عامر.

عمرو بن هميل الخزاعي (*)

أغار بنو لحيان في الجاهلية على خُزاعة وبني بكر وأدركوا ثأرهم وقتلوا منهم قتلى كثيرة، فقال شاعرهم عمرو بن هُميل في هذه الغزوة (يوم غزال) بنيل بني لحيان من خزاعة وبني بكر:

أبَانَا بيَوْم العَرْجِ يَوْمًا بِمْثلِهِ … غَدَاةَ غَزَالٍ بالخَليط المُزَيَّلِ (٥)

فَقَتْلًا بقَتْلانَا وسُقْنَا بسَبْينَا … نسَاءً وَجِئْنَا بالهجَانَ المُرَعَّل (٦)

فأصْبَحْنَ أخْلامَ العِبَادِ عَوانيًا … يُرسِّفْنَ شَتَّى فِي الحديدِ المُسَلْسَلِ (٧)


(١) يقول: لا تأمنن أن تأتيك منيتك، وإن كنت بالحرم، حيث تأمن الطير.
(٢) في اللسان: (واسلك طريقك فيها غير محتشم). ويمنى لك الماني: يقدر لك المقدر.
(٣) يرى أن البقاء ودوام الحال من المُحال.
(٤) أسد الغابة ٥/ ١٦٧ والاستيعاب ٣/ ٤٥٣.
(*) أشعار الهذليين ٢/ ٨١٥.
(٥) أبانا: كافأنا، أخذنا البواء وأبأت هذا بهذا: قتلته به من البواء. وهو القود. وغَزَالٌ: ثنية عُسفان. والمُزيَّل الذي ذهب بعضه من بعضن أو المفرَّق.
(٦) يقول: قتلنا بمن قتل منا. الهجان: من الإبل البيض الكرام. مُرَعَّلٌ: وهو أن يُشقَّ في آذانها شقيق صغير توسم بذلك. ويقال المُرَعَّل: الخيار السَّمان ذواتُ الأسمنة وهذه لُغتهم يقال: جاءنا برعائل: أي قطع من الشحم واللحم واحللها رعيلةٌ.
(٧) الخلم: الصديق. عوان: أسرى. والرَّسيف: مَشيُ المُقَيَّد. مُسلسَلٌ: له سَلاسِلُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>