للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسمعي كلامي وكلامهما فبعثت إليهما فجاءا فقال لهما: إني سألت أم المؤمنين فقالت كذا وكذا فما تقولان؟ أتابعان أم مخالفان؟ فقالا: بلى متابعان. فقال لهما: أخبراني وجه هذا الإصلاح فوالله إن عرفناه لنصلحن وإن أنكرناه لا نصلح. فقال: قتلة عثمان فإن هذا إن ترك كان كفرا؟ فقال: قدَ قُتل من قتلة عثمان ٦٠٠ ستمائة رجل من أهل البصرة فغضب لهم ستة آلاف رجل ٦٠٠٠ واعتزلوكم وطلبتم حرقوص التميمي فمنعه ٦٠٠٠ ستة آلاف رجل وهم على قلب رجل واحد فإن تركتموهم كنتم تاركين لما تقولون وأحميتم مضر وربيعة واجتمعوا على حربكم وخذلانكم انتصارًا لهؤلاء.

فقال وقالت عائشة: فما حل هذا الأمر؟ فقال: لا أرى حلا لهذا الأمر إلا بالتسكين فإن بايعوا لعلي لعل به خيرًا وتباشير رحمة ودرك بثأر هذا الرجل وعافية وسلامة لهذه الأمة فأجابوه: أحسنت وأصبت فإن جاء علي بمثل ما قلت صلح الأمر.

رأي علي (١)

فلما جاء القعقاع إلى الإمام علي وألقي عليه ما جرى، أعجبه ذلك ولما وصل علي إلى البصرة بعث إليهم إن كنتم على ما فارقتم القعقاع فخلو سبيلنا وأقرونا ننزل وننظر في الأمر فنزلوا ومشت الواسطة بين الفريقين، ولكن ذوي الأغراض والمصائد عز عليهم أن تفلت هذه الفرصة من أيديهم وتفوتهم فقاموا بليل ووضعوا السلاح في معسكر أهل البصرة فكان ما كان من تفكك وحروب.

ومن قواد بني تميم: عاصم بن عمرو ورقمه في الإصابة ٣٤٤٩ وهو من الشعراء الفرسان وأخوه القعقاع بن عمرو.

قال سيف (٢) في الفتوح: ولما بعث عمر الألوية مع من ولاه مع سهيل بن عدي فدفع لواء سجستان إلى عاصم بن عمرو التميمي وكان من الصحابة وأنشد له أشعارا كثيرة في فتوح العراق، وكان له ولأخيه بفتوحات فارس مقامات


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٤٧.
(٢) المصدر السابق ص ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>