للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان لتجيب أثرها كذلك في الجانب العلمي من الحياة في مصر، فأسرتان من مواليها - أسرة حرملة بن عمران (القرن الثاني والثالث)، وأسرة سليمان بن برد (القرن الثالث) - حفلتا بالفقهاء والشهود.

كما أنَّها شاركت في الحياة الفنية بشعراء ثلاثة: أبو قبان، سعيد بن شريح، وأبو شبيب.

وهكذا نستطيع أن نجزم بأن تجيب كانت من قبائل مصر البارزة التي أثرت في مجرى الأمور بها وتركت طابعها في كثير من جوانب حياتها.

بهذا تفرغ من القبيلة الأولى من عدي.

٢ - لَخْم

كانت لخم قد انتشرت قبل الإسلام بقرنين فوق الأراضي الواقعة شمالي شبه الجزيرة في الشام وفلسطين والعراق (١)؛ ولذلك كانت قبائل منها تقيم، في الوقت الذي سار فيه عمرو إلى مصر، في جبل الحلال الواقع دون العريش من ناحية الشامء ولما مر عمرو بهذا الجبل في طريقه إلى مصر انضم إليه بعض هذه القبائل (٢). وهكذا دخلت لخم مصر منذ أول لحظة مع جيش الفتح.

ومن الثابت أن لخما كانت كثيرة العدد، فإن خطتها تبدو في وصف ابن عبد الحكم كبيرة جدًّا. والواقع أنَّها كانت ثلاث خطط و لا واحدة (٣). وقد جعلوا يتحركون - اعتمادا على كثرتهم وقوتهم - من خطتهم الأصلية وهي في جبل، متجهين نحو الأرض الخصبة "أرض الحرث والزرع"، مصطدمين في أثناء ذلك بالقبائل الأخرى ويحصب بالذات (٤).


(١) Ency. Isl. IIl، p. II
(٢) فتوح مصر ص ٥٨، معجم البلدان ج ٣ ص ٣٠٩.
(٣) فتوح مصر ص ١١٩؛ الانتصار ج ٤ ص ٣، حفريات الفسطاط ص ٢٢.
(٤) فتوح مصر ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>