للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرَّ الفوارسُ من ربيعة بعدما … نجاهُمُ من غمرة المكروب

لا يَبْعدَنَّ ربيعةُ بن مُكَدَّمٍ … وسقى الغوادي قَبْرَهُ بِذَنُوبِ

ويقال: إن قائل هذا الشعر هو ضرار بن الخطاب بن مرداس، أحد بني محارب بن فهر، وقيل إن قائله هو حسان بن ثابت.

وقال عبد الله بن جذل الطَّعَّان، متوعدًا بني سُلَيْم:

وَلأَطْلُبَنَّ ربيعة بن مكدم … حتى أنالَ عُصَيَّةَ بن معيصٍ

و"الكديد" الذي حصلت فيه المعركة: موضع أو ماء على اثنين وأربعين ميلًا من مكة في شمالها بين عسفان وأمج، وقد أفطر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - قدومه من المدينة إلى مكة بشهر رمضان، ومعنى الكديد - بفتح الكاف - لغة: البطن الواسع من الأرض.

يوم بُرْزَة

كان يوم بُرْزَة يومَ نصر لبني فِراس (من كنانة) علي بني سُلَيْم، وبُرْزَةُ اسم موضع، وقد ذكر الرواة أنه بعد أن قتلت بنو سُلَيْم، ربيعة بن مكدم فارس كنانة (بيوم الكديد) رجعوا وأقاموا ما شاء الله، ثم إن مالك بن خالد بن صخر بن عمرو بن الشريد - وكان بنو سُلَيْم توجوه ثم ملكوه عليهم - بدا له أن يغزو بني كنانة، فأغار علي بني فراس بَبُرْزَةَ، ورئيس بني فراس يومئذ عبد الله بن جِذلٍ، ومن بني فراس هؤلاء ربيعة بن مكدم قتيل سُلَيْم.

ولما التقى الجمعان دعا عَبدُ الله بن جذل إلى البراز، فبرز إليه هندُ بن خالد بن صخر، فقال له عبد الله: من أنت؟ فقال: أنا هند بن خالد بن صخر، فقال عبد الله: أخوك أسَنُّ منك - يريد مالكًا المتوَّج، فرجع وأحضر أخاه، فبرز عبد الله، وجعل يرتجز ويقول:

اقتربوا قِرْفَ الْقِمَعْ … إني إذا الموت كنعْ

لا أتوقى بالجزعْ

وَشَدَّ على مالك فقتله، فبرز إليه أخوه كُرز بن خالد بن صخر، فشد عليه عبد الله فقتله أيضًا، فخرج إليه أخوهما عمرو بن خالد، فتخالفا طعنتين، فجرح كلُّ واحد منهما صاحبه وتحاجزا، فقال عبد الله بن جِذْلٍ:

<<  <  ج: ص:  >  >>