حفلت قصائد الشعرالعربي بذكر سُلَيْم وذكر ديارهم، سواء أكان ذلك في الجاهلية أم في الإسلام، ومن روائع الشعر العربي الذي ذُكِرُوا فيه أو ذكرت ديارهم فيه تلك القصيدة الهمزية التي أوردها لنا الحسن الهمداني عن أبي الحسن الخزاعي، وقد حَدَث - على روايته - قحط شديد عامٌ شامل أصاب بلاد العرب قاطبة، شرقها وغربها وجنوبها وشمالها، فَجَأَرَ العرب بدعاء الله تعالى وقدموا شعراء ثلاثة لهم ليقوموا بهذا الدعاء شعرًا طلبًا للاستسقاء، وهم الخزارة العامري النجدي الذي نظم قصيدته الهمزيَّة التي صارت أنموذجًا يحتذى في وزنه وقافيته ومعانيه بالنسبة لشاعري الحجاز وتهامة الذين هما: العجلاني وأبو الحياش الحجري، وإذا صحت نسب القصائد الثلاث لهم فتكون من الشعر "الجغرافي" النادر لبلاد العرب في جاهليتهم، ومحل الشاهد في قصيدة الخزارة العامري الهوازني هو قوله متفائلًا أو مذكرًا بنعم الله:
وحينما اشتهرت قصيدة الخزازة وتناقلتها ألسنة الرواة في كل مكان من بلاد العرب قام أهل تهامة فطلبوا من شاعرهم (أبي الحياش الحجري) أن ينظم على غرارها في طلب السقي من الله عز وجل، ففعل، وقد استعرض الحجري التهامي قي قصيدته الهمزية أزمة الأمطار في جزيرة العرب تمامًا كما فعل الخزارةُ، ولكن في ديار تهامة، وقد طَلَب رحمة الله وسقياه لهم على غرار الخزازة أيضًا، وقد استهل قصيدته الهمزية أيضًا بقوله:
رَبِّ ما خاب مَن دَعَاك ولا يُحجَـ … ـبُ يا ذا الجلال عنك الدعاءُ
ووصف الأزمة الشاملة المتمثلة في توقف الأمطار عامة عن النزول على بلاد العرب بقوله: