للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المواطن وأحاطت زُغبَة ورياح الهلالية بالقيروان، ونزل مؤنس من آل زيري (صنهاجة) في ساحة البلد وفر منها القرابة والأعوان، فتولى العرب على قابس والقيروان، ثم ملكوا بلاد قسنطينة (الجزائر حاليًا) كلها، وغزا عامل بن أبي الغيث زناته ومغراوة واستباحهما ورجع، واقتسمت العرب بلاد إفريقية في عام ٤٤٦ هـ فكان لزُغبة الهلالية طرابلس الغرب وما يليها، ورياح الهلالية باجة وما يليها (باجة في تونس)، ثم لما كثرت بطون سُلَيْم في إثر الهلالية اقتسموا البلاد ثانية؛ فكان للهلالية من تونس إلى ناحية الغرب داخل (الجزائر)، وكان لبطون سُلَيْم من جنوب تونس إلى ناحية الشرق (ليبيا)، ثم تفرقت بطونهم في إفريقيا وفَلَتَ وتصرَّم المُلك من المعز بن بادس، وتغلب عائد بن أبي الغيث على مدينة تونس وسباها، وملك أبو مسعود الرياحي أحد شيوخ هلال مدينة عنَّابة على ساحل الجزائر الشرقي مقابل الصلح مع المُعز، وقد صاهر المعز ببناته الثلاثة من أمراء العرب وهم فارس بن أبي الغيث وأخاه والفضل بن أبي علي المرداسي من رياح (الهلالية)، ثم قدم ابنه تميم بن المعز إلى المهدية في تونس عام ٤٤٨ هـ، ثم بعدها بعام بعث إلى أصهاره من العرب وترحَّم بهم في القيروان، فأخبرهم المنصور بخبر أبيه فساروا إلى بلاد السودان، وقد دخلت العرب المهدية ونهبوها وقد قضوا على صنهاجة تمامًا في تونس، ثم توجهت تلك القبائل إلى حرب زناتة وصنهاجة في بلاد المغرب الأوسط (الجزائر)، وهبَّ صاحب تلمسان من أعقاب محمد بن خزر لمقاومة الهلالية فأرسل جيوشه مع وزيره أبي سعدى خليفة اليفرني الزناتي، وكانت له مع فرسان بني هلال ملاحم طويلة ومعارك دامية حتى هزمه بنو هلال وقتلوه، واضطرب أمر إفريقيا وخرب عمرانها وفسدت سابلتها، وقد قهروا صنهاجة وزناته (البربر) وأصاروهم عبيدًا وخدمًا في باجة بتونس بعد أن كانوا ملوكًا على تلك النواحي، وسوف نُفصَّل شيئًا عن فرسان بني هلال المذكورين لعهد دخولهم إفريقيا في السرد عنهم.

[وقفة مع التاريخ]

رغم وجود سلبيات في الغزوة الكبرى لعربان هِلَال وسُلَيْم لبلاد المغرب (*)


(*) من مجلة الوحدة الصادرة عن المجلس القومي للثقافة العربية بالمملكة المغربية عدد فبراير ١٩٨٩ م جمادي الآخرة ١٤٠٩ هـ ذكر آخر إحصاء لعدد العرب والبربر في دول المغرب عام ١٩٨٩ م كالتالي:
١ - المملكة المغربية عدد سكانها ٢٤.٤٠٠ مليون نسمة نسبة العرب ٦٨.٩% والبربر ٢٧% وعناصر أخرى من الأفارقة والأوروبيين واليهود ٤.١ % =

<<  <  ج: ص:  >  >>