للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه مرسل من قبل الملك عبد العزيز لاستلام تبوك، فرافقهما الشيخ إلى تبوك. وبعد استضافة الأهالي لهما بدأ ابن شهيل في تأسيس الإمارة، فشيد منزلًا له وشرع في تنظيم وضع الإمارة وتعيين الاخوياء. ونظرًا لعدم استقرار الأوضاع في المنطقة ولقربها من نفوذ إمارة شرق الأردن المنشأة حديثًا، ونشاط الإنجليز في خلق الاضطرابات، طلب ابن شهيل من أمير حائل إرسال قوة لدعمه ومساعدته في ردع القبائل الخاضعة لشرق الأردن. وقد استجاب ابن مساعد لذلك وأرسل عامٍ ١٣٤٤ هـ قوة على تبوك بقيادة عيسى وهي مكونة من مائة هجان وخمسة عشر خيالًا أطلق عليها اسم القوة الضاربة، وهي مرتبطة قياديًا بأمير حائل. وبلغ عدد أخوياء الإمارة سبعة أفراد.

[مقتل محمد بن زعل]

عندما استقرت أوضاع الشيخ كريم بن زعل وشقيقه محمد وأصبحت القبيلة والمناطق المحيطة بها خاضعة للملك عبد العزيز وانتهت فترة زكاة بني عطية على مورد (المعظَّم) كما أسلفنا، توجه الشيخ كريم وشقيقه في رحلة إلى تيماء لم يكن يرافقهما فيها أحد. وعندما وصلا إلى الجبل المسمى غنيم تيماء (١) قابلتهما قافلة مكونة من بلي وبني عطية، وقبل أن يحصل التعارف بين الطرفين نزل بعض رجال القافلة وأخذوا يطلقون النار على الشيخ كريم وشقيقه اعتقادًا منهم بأنهما غزاة، وعندما اندفع محمد بن زعل نحوهم كعادته وهم يطلقون النار -وكان يتقدم الشيخ- فلاحظ الشيخ أن توازن محد قد اختل ونزل من ذلوله (٢) ببطء على غير عادته، عندها عرف الشيخ أنه أصيب، فترك القوم ونزل ليطمئن على شقيقه فوجده يلفظ أنفاسه، وحاول إنقاذه ولكنه سرعان ما فارق الحياة. أما أفراد القافلة فأخذوا يشهدون بعضهم البعض للتبرئ من مقتل محمد بن زعل، وتحامل الشيخ على نفسه وحمل شقيقه الوحيد على راحلته والحزن والأسى يعصران قبله على عضيده الوحيد، ولكنها إرادة الله، وتوجه به إلى تيماء وهناك قام بدفنه، ونحر ذلوله ووزع لحمها على المحتاجين في القرية. وهكذا


(١) غنيم: جبل يطل على تيماء من الناحية الجنوبية الشرقية واسمه القديم (حدد) ولشهرته نسب إلى تيماء ويوجد به قصر السموأل.
(٢) الذلول: إما أن تكون جملًا أو ناقة أصيلة مطيعة وصالحة للركوب أثناء السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>